ينتظر الجمهور القطري أن يصالحه منتخبه لكرة القدم من خلال الفوز على لبنان مساء اليوم على ملعب السد في الدوحة، ضمن إطار الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية لكأس العالم "البرازيل 2014". وفي حين رفع "العنابي" شعار الفوز، وأكدت صفوفه إرتفاع المعنويات وحضت الجمهور على الدعم لأنه يرجّح الكفة. أجمع خبراء بالكرة القطرية ونجوم سابقون أمثال بدر بلال أن حالة المنتخب لا تسر خصوصاً ان تشكيلته "شبه ثابتة" منذ عام 2006، وتركيز الأندية على إستقدام اللاعب الأجنبي الجاهز ما أفقر صفوفها بالمحليين المميزين وأبعد مواهب واعدة بعدما إفتقدت فرصة الإنخراط في تشكيلات الصف الأول، وهذا ما يؤدي إلى إنكماش في أداء المنتخب على رغم الإمكانات الكبيرة المتوافرة. ويبلغ رصيد كل من الطرفين 4 نقاط من 4 مباريات بواقع فوز وتعادل وخسارتين. وكانت قطر أوقعت لبنان على أرضه بهدف في مستهل تصفيات هذا الدور. وينتظر المدرب البرازيلي باولو أوتوري ردة فعل ايجابية من لاعبيه وتحقيق الفوز، مع إدراكه الكامل كما أعلن أن منتخب لبنان تطوّر كثيراً منذ إنطلاق الدور الحاسم، لافتاً إلى أن حظوظ الطرفين هي الأقل في المجموعة الأولى خلف كوريا الجنوبية وإيران وأوزبكستان "لكننا متمسكون بالأمل غلى النهاية، وإذا خسرنا سأعترف بأن المنافس كان أفضل". من جهته شدد المدير الفني لمنتخب لبنان الألماني ثيو بوكير على أن "المباراة ليست مجرّد موقعة للثأر كما يقال في لغة المنافسة، خصوصاً بعد الخسارة غير المتوقعة في بيروت. نحن ندرك أن فرص الطرفين متساوية وأهدافهما هي نفسها أي الظفر بالنقاط الثلاث، التي ستغيّر معادلات كثيرة بالنسبة للفائز". وأضاف: "اللقاء مفصلي من دون شك، ونحن لن نألوا جهداً ونعقد العزم على تحقيق الآمال المرجوة. اللاعبون يعرفون مسؤوليتهم ويصبون تركيزهم على بذل قصاراهم. وفي حال طبقوا المطلوب يبقى الميدان هو الحكم". وأوضح بوكير أنه منذ بدء تصفيات الدور الأول "عرفنا ماذا ينتظرنا، الطريقة متشعبة وتتطلب المهمة نفساً طويلاً. لكن وفي ظل فارق الإمكانات اللوجستية والتسهيلات قياساً بالمنتخبات الأخرى ومنها المنتخب القطري، أدركت أن حسن إختيار اللاعبين ومنحهم الثقة والإيمان بامكاناتهم نتجاوز عقبات كثيرة، وهذا ما إتضح وتحقق ميدانياً، والا لما بلغنا هذا الموقع للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم اللبنانية. لا تنسوا أن غالبية حصصنا التدريبية تقام على عشب إصطناعي، ولا نستطيع خوض مباريات دولية ودية قوية وفق برنامج معدّ سلفاً نظراً للأوضاع في لبنان، وإحتكاكاتنا في هذا الإطار غير كافية". وذكّر بوكير ان مسيرة 15 شهراً جعلت لبنان محط الأنظار في آسيا على الأقل، خصوصاً أنه كان الأكثر تطوراً في الدور السابق. وزاد: "لذا يجب عدم التفريط بما تحقق بل التأكيد عن جدارتنا والإعداد الهادئ والمدروس لتعزيز هذا التطور مستقبلاً، إذ لا يجوز الرجوع إلى الوراء". رسالة معبّرة إلى ذلك وجّه قائد منتخب لبنان رضا عنتر "رسالة معبّرة" عبر الإعلام، وجاء فيها: "ليعلم أنه ليس بالضرورة أن يكون كل لاعب محترف خارج لبنان أساسياً في التشكيلة، وأتمنى احترام اللاعبين الذين أوصلوا لبنان إلى هذه المرحلة لأن تحليلات البعض لا تكون في محلها وتحدث بلبلة عبر المنتديات وتنعكس سلباً على اللاعبين المحليين الذي يعود لهم الفضل الكبير في تحقيق الإنجاز". وزاد: "يا جماعة ما حققناه هو أمر عظيم لا بل هو الأعظم فلماذا نضيعه بتفاهات". ورأى أن المنتخب أضحى محط أنظار زملاء مغتربين ولم يعد الانضمام اليه مجرد نزهة بل تميّزاً وإلتزاماً.