أستسيغ تقسيم السياسة الخارجية لأوباما إلى ثلاث مراحل، الأولى رمت إلى النأي عن سياسات سلفه جورج بوش. فهو سعى إلى «تلميع» صورة الولاياتالمتحدة من طريق مد اليد إلى العالم الإسلامي وروسيا. وغلبت الواقعية على المرحلة الثانية: فأدرك أوباما أن العالم يحتاج إلى الولاياتالمتحدة. فاستجاب نداءات الدول الآسيوية القلقة من المناورات الصينية، ودعوات الدول العربية التي تنظر بريبة إلى البرنامج النووي الإيراني، ونداءات دول أوروبا الشرقية التي لم تنعتق من السيف الروسي المسلط عليها. ورفع أوباما عدد الجنود في أفغانستان، وضاعف عدد هجمات الطائرات من غير طيار، وأجاز تدخل بلاده في ليبيا لإطاحة معمر القذافي. وواصل الحرب الإلكترونية على إيران والتي باشرتها إدارة سلفه. فهو لم يمتنع عن توسل القوة الأميركية توسلاً كلاسيكياً. والمرحلة الثالثة لم تطو بعد، وسمتها الأبرز تقيّدها بالانتخابات الرئاسية ويمكن تسميتها بالسياسة في زمن الانتخابات. ومنذ قتل بن لادن، يتجنب الرئيس الأميركي أي مغامرة خارجية. فهو لم يشأ المجازفة على مشارف الانتخابات. والحذر هذا هو من الأسباب التي حالت دون تدخل أميركا في سورية، ولكن لو بدأت الاضطرابات السورية في 2010، لكانت تدخلت من غير تحفظ. * مؤرخ، مستشار سابق في الخارجية الأميركية، عن «لكسبريس» الفرنسية، 7/11/2012، إعداد منال نحاس