واليوم تكاد الرياضة خصوصاً كرة القدم أن تكون مثل سوق العقار لدينا، أي ان من يشهد الصفقات يناله منها نصيب، حتى ولو لم يكن له أي دور، وعند العقاريين كل من يشهد على صفقة بيع او مجرد حضور حتى بالصدفة، لا بد ان يأخذ منها «المعلوم»، فهناك من يصادق العقاريين لا يمكن لهم الغياب عن مكاتبهم او مجالسهم، هذا ما يحدث بين البعض ورؤساء الأندية خشية ان يتم تفويت صفقة سريعة او عابرة. الأندية الآن أصبحت مأوى لبعض «المرتزقين»، يحضرون بقرب من الرئيس، او من بيده الحل والربط، لكي تكون استفادتهم اكبر، ومحصولهم «أطيب»، وإلا ماذا نفسر تدهور الكرة لدينا.. ألم يكن بسبب ذلك؟! لم يعد هناك مخلصون كما في السابق، ومدخولات الأندية من الدعم المباشر من السهل معرفتها لكن هناك من يدفعون من أعضاء الشرف من دون ان يطلبوا مستندات صرف حقيقية، حتى ان البعض منهم قد اكتشف ما يحدث، وان كان الاكتشاف متأخراً، فتم صرف النظر عن الدعم بشكل كلي، ونحن نعرفهم على الأقل في ناديين كبيرين. نعود الى الصفقات التي بدأنا نسمع عنها بأرقام فلكية، وأحياناً غير حقيقية، فأحد الأندية يعلن تعاقده عن لاعب بحدود ال8 ملايين يورو، وعند حضور اللاعب بدأ النادي يروج بأن نادياً آخر خارج الحدود يريد شراؤه ب10 ملايين يورو، وعندما فشل في اللعب، وتحت الضغط باستبداله لم نجد من يشتري عقده حتى بنصف الثمن، لقد تم تصريفه بطريقة «سمجة» لكي يلعب في النادي الخارجي كلاعب احتياط! وهناك المزيد من القصص التي لا يمكن تفسيرها بأنها أخطاء او سوء اختيار، لأنها تتكرر بين حين وآخر، وعلينا الانتظار حتى الفترة الثانية لكي نشاهد مزيداً من «العمولات» على لاعبين لا يقدمون ولا يؤخرون. ويا ليت الأمر توقف عند الأجانب، بل أمتد أيضاً إلى اللاعب المحلي الذي دخل المعمعة ذاتها، فقد أصبحت عقودهم بالملايين، ويتم استقطابهم من أندية أخرى على رغم وجود لاعبين شبان اصغر سناً في النادي ذاته، ولا يكلفون أي شيء سوى إتاحة الفرصة لهم، لكن هم يعرفون بأن هؤلاء اللاعبين لا يمكن ان يستفاد منهم مادياً، لذلك عليهم الانتظار، او يتم إعارتهم ولو بالقليل من المال. هذا ما يحدث الآن ويتحدث به الغالبية، وان ذلك من الأسباب التي تجعل من كرة القدم السعودية لا تقدم ولا تؤخر، لأن المعنيين عن تطويرها مشغولون بأشياء أخرى. [email protected]