على مساحة تصل إلى 45 ألف متر مربع تطل على النيل وفي قلب أهم المحافظات المصرية (الجيزة)، افتتح صباح أمس (الإثنين) وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في حضور مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد قطان، ومشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير التنمية المحلية المصري اللواء عادل لبيب، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وعدد من وزراء الخارجية العرب والسفراء المعتمدين لدى مصر، المبنى الجديد لسفارة الرياض في القاهرة، والذي يعد مقراً لأكبر بعثة ديبلوماسية سعودية في العالم. يقع المقر الجديد للسفارة في وسط شارع مراد، الذي يعود سبب تسميته بحسب مثقفين مصريين إلى قبيلة عربية قديمة يسمى شيخها «مراد» شاركت عمرو بن العاص في فتح مصر عام 21 للهجرة، ويتميز بتصميم فريد وصفه وزير الخارجية المصري ب«قلعة حضارية عصرية حديثة». وفي كلمته خلال حفلة الافتتاح أعرب الأمير سعود الفيصل، عن شكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على ما لقيته الخارجية من دعم وتأييد لتشييد هذا الصرح. وقال إنه «يعكس ما تشهده العلاقات التي تربط بين السعودية ومصر من تنسيق دائم ومستمر في جميع القضايا الدولية والإقليمية من قيادة البلدين»، مضيفاً: «إن هذا المقر لا يحوي مكاتب السفارة بجميع أقسامها وإداراتها فحسب وإنما يضم كل المكاتب السعودية العاملة في مصر، وهذا من شأنه أن يسهل اتصال المواطنين السعوديين بسفارة بلادهم وييسر وصول المصريين وغيرهم إليها، ويهيأ للموظفين أداء واجبهم بكل يسر وسهولة». ونوّه بمتانة العلاقات السعودية - المصرية، مشيراً إلى أن «هذا أمر ليس بمستغرب منذ أن نشأت هذه العلاقات في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما زالت تشهد هذه العلاقات اطراداً ونمواً يوماً بعد يوم، يقيناً من القيادات المتعاقبة بأهمية هذه العلاقة وانعكاسها على وحدة الصف العربي». وأضاف: «إن من حسن الطالع أن يجري إنجاز هذا المبنى الذي يجسد العلاقات الراسخة بين البلدين لخدمة المصالح المشتركة»، معبراً عن شكره وامتنانه للحكومة المصرية وجميع المسؤولين على ما قدموه من تسهيلات لتشييد هذا المبنى. وأكد مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، في كلمة له خلال حفلة الافتتاح، أن هذا الصرح يمثل أكبر مبنى بعثة ديبلوماسية سعودية في العالم، ويعبر عن جانب مما شهدته وتشهده العلاقات السعودية - المصرية، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - الذي حرص على بناء علاقات قوية مع مصر إدراكاً منه لأهميتها الاستراتيجية مروراً بتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926.