زار بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية كيريل الاول امس كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية للاراضي المقدسة حيث التقى الرئيس محمود عباس. ووصل موكب البطريرك الى محيط كنيسة المهد حيث كان في استقباله رجال دين من الطائفة الارثوذكسية وقيادات فلسطينية امنية وسياسية في المدينة. وأدى البطريرك والوفد المرافق الصلاة في كنسية المهد، فيما قرعت اجراس الكنيسة طوال مكوثه فيها. وتحدث البطريرك الى الصحافيين قائلاً انه يشعر بطول المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، وانه يصلي من اجل ان يعم السلام في هذه المنطقة. والتقى البطريرك عقب صلاته في كنيسة المهد الرئيس الفلسطيني، وقال عقب اللقاء ان للزيارة «طابعاً خاصاً، وهي الاولى للاراضي المقدسة منذ تسلمي منصبي رئيساً للكنسية الروسية». وقلد الرئيس عباس في قصر الرئاسة في بيت لحم البطريرك قلادة بيت لحم الكبرى تقديراً لمكانته الدينية وخدماته الكبيرة على المستوى العالمي، وعرفاناً لدوره بنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. من جانبه، قلد البطريرك الرئيس الفلسطيني وساماً خاصاً من صندوق وحدة الشعوب الارثوذكسية، وقال كيريل: «لم آت كبطريرك للكنيسة الارثوذكسية التي فيها ملايين الحجاج، لكني ايضاً كحاج عادي يود زيارة الارض التي مشى عليها المسيح قبل ألفي عام». وأبدى اقتناعه بالتزام الرئيس الفلسطيني السلام، وقال: «انا مقتنع بأن التزامكم الشخصي تجاه السلام والوصول الى تحقيقه هو موقف مرحب به، والناس الذين يعيشون هنا يعرفون معنى تجربة الحرب». وأضاف: «لذلك اشكركم على شجاعتكم على هذا الموقف، وهو موقف يؤيده معظم الذين يعيشون في الأراضي المقدسة، وبهذه الطريقة، سيكون السلام متوافراً لكل الناس». من جهته، وصف الرئيس الفلسطيني زيارة البطريرك الروسي ب «التاريخية»، بالاضافة الى اهميتها الروحية ومعانيها السياسية «النابعة من دعم القيادة الروسية والشعب الروسي لتحقيق السلام العادل، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة». وأعرب عن تقديره «البالغ» لهذه الزيارة «واحترامنا لجهوده (البطريرك) في تعزيز العلاقات الثنائية الدينية بين فلسطين وروسيا، وكذلك بين الشعبين الفلسطيني والروسي». وأكد عباس ان الشعب الفلسطيني «سيبقى يدافع عن حقوقه في الاستقلال والحرية وفي القدسالشرقية عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ونقدم الشكر للبطريرك على خدماته، وللكنيسة على ما قدمته وتقدمه من دعم للشعب الفلسطيني». وكان البطريرك كيريل (65 سنة) بدأ اول من امس في القدس زيارة تاريخية للاراضي المقدسة تستمر ستة ايام، هي الاولى منذ تنصيبه رئيساً للكنيسة الارثوذكسية الروسية عام 2009. وتشمل هذه الزيارة أبرز المواقع المسيحية، اضافة الى محطة في نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة اليهودية في القدس. كما سيلتقي الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز. ويجتاز البطريرك كيريل نهر الاردن حيث تعمد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، للتوجه الى الاردن في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) حيث يلتقي الملك عبد الله الثاني. وتعتبر وزارة الخارجية الاسرائيلية ان هذه الزيارة هي «الأكثر اهمية (لاسرائيل) منذ زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر» عام 2009. ورغم ان برنامج زيارة البطريرك الروسي يشمل لقاء قادة فلسطينيين واسرائيليين، الا ان هذه الزيارة «ليس لها ولا يمكن ان يكون لها اي بعد سياسي»، وفق ما قال الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية الروسية الاب الكسندر فولكوف ل «فرانس برس»، موضحاً ان شعارها «السلام». وتُعتبر الكنيسة الارثوذكسية الروسية أكبر كنيسة ارثوذكسية شرقية على الاطلاق اذ يبلغ اتباعها 150 مليون شخص. الرئيس عباس مستقبلاً بطريرك الكنيسة الروسية. (ا ف ب)