بأنفاس متقطعة ونظرات تترقب الموت بخوف، ناشدت سمر عبدالقادر المسؤولين في هذه البلاد المباركة وفاعلي الخير سرعة علاج ابنها «محمد» المصاب بسرطان الدم الحاد، الذي أكد الأطباء حاجته الماسة إلى زرع نخاع في أسرع وقت ممكن، وفي بلاد متطورة طبياً. وتقول سمر: «يبلغ طفلي محمد ثماني سنوات، ولم يدخل المدرسة حتى اليوم لمرضه، إذ كان يعاني من سرطان الكلى، وتطور الأمر منذ ثلاثة أشهر إلى سرطان الدم الحاد». وتضيف: «هذا التطور السلبي السريع في حال ابني أدخلنا في دوامة العلاج والبحث عن أفضل الحلول، على رغم أننا نعلم مسبقاً أننا غير قادرين على علاجه وحدنا، إذ إن أوضاعنا المادية سيئة جداً، وزوجي بالكاد يوفر لنا لقمة العيش وما يغطي مصاريفنا الضرورية من طعام وإيجار». وتتابع: «محمد في حاجة إلى زرع نخاع نقي العظم في أسرع وقت ممكن، وهو بين الحياة والموت»، موضحة أن المشكلة التي تواجههم أن العلاج ليس متوافراً داخل السعودية. وتشير أم محمد إلى أنه سبق أن جرى أخذ عينات من جميع أفراد الأسرة، «لم يجد الأطباء شخصاً مطابقاً له في مستشفى التخصصي في الدمام. كما أن الإمكانات لا تسمح بأخذ نخاع من متبرع آخر، وبحكم أننا غير سعوديين فإن مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض رفض استقبال محمد، خصوصاً في ظل وجود سعوديين آخرين ينتظرون دورهم». وتؤكد سمر أن مستشفيات ومراكز طبية متخصصة في كثير من دول العالم وافقت على استقبال ابنها، مستدركة: «إلا أن العائق الوحيد بالنسبة إلينا هو كلفة العلاج، إذ يتجاوز المليون ريال، علاوة على المصاريف الأخرى ونحن ظروفنا صعبة جداً، إذ كان زوجي يعمل مدير مبيعات ثم تم الاستغناء عنه وبالكاد نعيش، على رغم أنه ما زال صامداً في وجه العواصف حتى يوفّر لي وأطفاله حياة كريمة ب 1500 ريال يجاهد حتى يستخرجها». وتنتظر سمر عبدالقادر وقفة خير سريعة والنظر إلى وضع ابنها بعين الرحمة والعطف، والعمل سريعاً على إنقاذ حياته من هذا المرض الذي سلبه طفولته وسعادته وراحته، «الموت يقترب من ابني يوماً بعد يوم، وأنا وزوجي فقدنا لذة الحياة، لا نتوقف عن البكاء والدعاء أن يسخر الله لابننا ما يقر به عيوننا».