بعد مضي نحو 6 أشهر على جريمة «مجزرة التموينات» البشعة في حي السلي (شرق الرياض)، التي ذهب ضحيتها أب وابنه، لا تزال ذكرى الحادثة تخالج مشاعر الكثير من ساكني الحي وزواره، على رغم إعادة افتتاح محل التموينات الذي انتقلت ملكيته إلى مستأجر جديد، إذ كان العمل الأول له إطلاق اسم «الشهيدين» على المحل، دلالة على الجريمة التي وقعت، واستنكاراً لفعلة الجاني. يقول مستأجر التموينات الجديد شباب الغامدي ل«الحياة»: «استدللت على موقع المحل الذي كتب عليه «للتقبيل» عن طريق أحد العمال الذين يعملون لديّ منذ أعوام عدة... وتم الاتفاق وتوقيع العقد مع صاحب المكتب العقاري بصورة اعتيادية». ويضيف: «في بداية الأمر لم أكن على علم بالجريمة التي حدثت لاستقراري في مدينة الرياض أخيراً، وبعد الاستئجار بدأ الناس بسؤالي عن علمي السابق بها، فأفدتهم بعدم معرفتي وأني مجرد تاجر من خارج المنطقة استأجرت الموقع فقط... فما كان منهم إلا أن حكوا لي عن تفاصيل الحادثة... فعملت بعد ذلك ومن دون تردد على تغيير اسم التموينات من الغامدي للحلويات والمواد الغذائية إلى مسمى الشهيدين، تخليداً للواقعة، وكي يترحم الناس عليهما كلما قرأوا اللافتة، إضافة إلى تشجيع بعض الأصدقاء على تغيير المسمى». وألمح الغامدي في حديثه إلى إصابته بشك بين حين وآخر في صلاحية مياه التموينات، لافتاً إلى أنه استمر مدة أسبوعين لم ينم فيها بشكل جيد بعد معرفته بحادثة المجزرة: «وفي محاولة مني لإخفاء كل ما له صلة بالمحل السابق أجريت تغييرات جذرية على محتويات المحل من أدوات وأجهزة، واستبدال أجهزة التبريد والثلاجات وتركيب إضاءة وتعقيم، مع تجديد الصباغة وتغيير الكاونتر، إضافة إلى التخلص من البضاعة السابقة التي بلغت قيمتها 15 ألف ريال». وعن رد فعل الزبائن بعد إعادة افتتاح التموينات قال: «المقطع الذي انتشر في الإنترنت والصحف أظهر أجزاء من الثلاجة في ركن المحل، ما أثار فضول عدد من الزبائن... فكثيراً ما يدخلون ويتجهون مباشرة إليها لينظروا ماذا يوجد خلفها، لاعتقادهم بأن هناك آثاراً لا تزال باقية». وشكى الغامدي من رفض مندوبي المبيعات تموين المحل بالمواد الغذائية، نتيجة أخذهم انطباعاً سيئاً: «تعبت من كثرة مطالبتهم وتطميني لهم بعدم الخوف من المحل نتيجة الحادثة». فيما أشار علي الثابتي (يمني الجنسية) الذي يعمل عند كفيله الغامدي منذ 12 عاماً، إلى أن الخوف من ارتياد المحل ساد سكان المنطقة، خصوصاً في الشهر الأول من افتتاحه: «في الشهر الأول لاحظنا ضعف الإقبال من الزبائن وتخوف الجميع، لكن بدأ العدد في ازدياد بعد ذلك، على رغم ضغط بعض العمال عليّ لأترك المكان لأنه قد يجلب التشاؤم». يذكر أن وزارة الداخلية نفذت حكم القصاص والصلب في حق الجاني يوم الجمعة 5-6-1430ه، في حي السلي، وذلك بالقرب من موقع التموينات التي شهدت المجزرة وذهب ضحيتها عبدالله الخضيري وابنه محمد.