تستمر فعاليات اسبوع الفيلم الفلسطيني التي انطلقت يوم الاحد الماضي على مسرح البلد بالعاصمة الاردنية والتي عرضت فيلمين: الاول روائي قصير بعنوان "اتمنى" للمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، والثاني بعنوان "ظل الغياب" للمخرج نصري حجاج. ويروي الفيلم "اتمنى" قصة الفتاة الفلسطينية مريم التي لا تملك المبلغ الكافي لشراء قالب حلوى فتلجأ إلى شراء بعض الحلوى وبيعها في الطرقات لكسب ربح اكبر يمكنها من شراء قالب الحلوى، لكن خطتها تفشل فتلجأ إلى طلب النقود من المارة بدعوى معالجة اختها الصغرى على انها عمياء لتحقق بذلك مبلغا كافيا لتعود وتشتري قالب الحلوى. وخلال ذلك تكون ام مريم قد ساورتها الكوابيس بشأن ابنتها لتعود مريم إلى المنزل في وقت متأخر من الليل وتوبخها امها وتسقط قالب الحلوى من يدها.. وكانت المفاجأة متمثلة بأن قالب الحلوى كان لوالد مريم المتوفى. وفي الفيلم الثاني الذي حمل عنوان "ظل الغياب" للمخرج نصري حجاج، والذي عاصر منفيين من تونس، حيث عاش بعد خروج المقاومة الفلسطينية اليها، ولبنان حيث ابصر النور في مخيم عين الحلوة، وسط خليط عجيب غريب من الذكريات والافكار والحنين والشقاء الذي ينبت في مخيمات اللجوء، كما يطلع "الزعتر" والخبيزة فوق ارض الناعمة البعيدة، في فلسطينالمحتلة عام 1948والناعمة بلدة اهله المدفونة تحت نفسها، كما يقول بصوته، في الشريط الصوتي للفيلم. ويتنقل حجاج عبر مشاهد فيلمه من الناعمة إلى عين الحلوة، حيث تروي ام عصام اختفاء ابنها حسام في الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982.وينتقل حجاج في الفيلم من حيفا التي انجبت اميل حبيبي إلى يافا عبر ابراهيم ابولغد إلى مقبرة بري لشايزي حيث يرقد الهمشري إلى مقبرة بروك وود في لندن حيث يرقد ناجي العلي في انتظار ان يعود ذات يوم إلى قريته "الشجرة" في فلسطين إلى الصحابي ابو عبيدة عامر بن الجراح في اغوار الاردن حيث دفن احمد الشقيري على قاب قوسين من اريحا، إلى برمانا اللبنانية التي عاد اليها ادوارد سعيد والقاهرة التي احتضنت معين بسيسو والمقاطعة في رام الله حيث دفن الراحل ياسر عرفات مع حفنة تراب من القدس حيث دُفن فيصل الحسيني. وهناك ايضا المدافن الجماعية في عين الحلوة وصيدا وصبرا وشاتيلا، تؤرخ للمذابح المتتالية. وهناك حمام الشط في تونس، ومقبرة مخيم اليرموك قرب دمشق حيث دفن ابو جهاد، ومقبرة الارقام في اسرائيل، ومقبرة الشهداء في بيروت حيث يرقد جزء اساسي من رموز الذاكرة الفلسطينية من الحاج امين الحسيني وغسان كنفاني إلى كمال ناصر وماجد ابو شرار. ويعتبر الفيلم الواقع في 84دقيقة، مشهدا من الوجع النافذ في الروح، والحقيقة المرة التي تعايش معها الشعب الفلسطيني في الشتات، حيث كان الشاعر الراحل محمود درويش حاضرا في العديد من مشاهد الفيلم بواسطة اشعاره التي جاءت بصوت نسائي "لا ينظرون وراءهم ليودعوا منفى، فإن امامهم منفى، لقد ألفوا الطريق الدائري، فلا امام ولا وراء، ولا شمال ولا جنوب". وهذا وقد عرضت افلام اخرى وثائقية في الفعاليات، كان من بينها فيلم بعنوان "عن هذا البحر" للمخرج صبحي الزبيدي، وفيلم "معلول تحتفل بذكرى دمارها" للمخرج ميشيل خليفي، وفيلم "المنام" للمخرج محمد ملص الذي يقع في 45دقيقة.