يصعب تحديد ما يجب التركيز عليه، ألوان الأكياس أم حجمها أم الأسماء التي تحملها وعلامات كبريات دور الأزياء. مشهد يتكرر في أكثر من مركز تجاري كبير في عدد من عواصم العالم. من دون أن يشعر المار من أمام مثل مشهد كهذا بضرورة أن يلتفت ليتأكد هل ما يراه صحيح؟ هل فعلاً يمكن لشخص واحد، رجل أو امرأة، أن يحمل هذه الكمية من الأكياس التي تحتوي على أغراض من كبريات دور الأزياء العالمية: هيرميس، لوي فيوتون، ديور، بولغاري، شانيل، كلها لشخص واحد، يدخل إلى محل كارتييه، وتلاقيه سيدة. المشهد المفعم بالأناقة من جهة، والذي يثير غيرة مهتم أو معجبة بأزياء أو مجوهرات من توقيع أسماء كبيرة في عالم الموضة، يمكن مصادفته في كثير من مدن العالم المعروفة بعلاقتها بالموضة وبدور الأزياء الكبرى ومنها بيروت وباريس ولندن، ولكن اللافت أكثر أن معظم هؤلاء الزبائن هم من الآسيويين الذين باتوا رقماً أساسياً في الاستهلاك العالمي، وقبلة أساسية للمتخصصين في عالم الموضة. ليصبح المشهد في مقابل ما كانت تشهده العاصمة الفرنسية من بعض دور الأزياء التي كانت تضع محاذير على اقتناء الآسيويين لمنتجاتها، من خلال سياسة صارمة في عمليات البيع والشراء. وكانت الكثير من دور الأزياء العالمية، المتخصصة بالأزياء والمجوهرات والساعات، كرّست انفتاحها على السوق الآسيوية، ومنها الصين واليابان حيث باتت الأسماء الكبرى تتوجه لعرض مجوهراتها أو ساعاتها وغيرها من المنتجات الراقية إلى سوق لم تتعرض إلى خضات اقتصادية كبرى كما حصل في أوروبا. وهكذا يتحوّل المستهلك الآسيوي، كالعربي، واحداً من المستهدفين بما تقدمه دور الأزياء العالمية بكل ما تنتج، فتلبي حاجات الزبون وذوقه من جهة، وتؤكد تصريف منتجاتها في أماكن تحافظ على صورتها الراقية.