العصرية والعملية توحي بأن لا مكان للساعة، بعد اليوم، فكيفما اتفق تجد النساء والرجال يستخدمون هواتفهم الخليوية من أجل التأكد من الوقت. لم يعد النظر إلى المعصم أمراً رائجاً، ومع ذلك لم تفقد الساعة مكانتها في الحياة اليومية للأشخاص. موجودة هي لأسباب مختلفة، للزينة أو الضرورة أو حتى للتباهي. ولأن الأناقة عنصر متكامل، تلجأ دور الأزياء إلى محاولة التواجد في مختلف الميادين في عالم الموضة، ولأن الساعة تفصيل لا يمكن إهماله من كبريات دور الأزياء والمجوهرات، تصدح أسماء دور كبرى عالياً في عالم الساعة، من «ديور» و «شانيل» و»فالنتينو» و»فندي»، مروراً بدور المجوهرات العريقة ك»بولغاري» و»بياجيه» و»كارتيه»، ليظهر الوقت علامة فارقة في مسيرة هذه الدور من خلال الابتكارات الدقيقة والراقية التي تُطرح. والساعة النسائية لا تعني بالضرورة ساعة غير قابلة للاستخدام إلاّ في السهرات الكبرى، فالساعة الرياضية ضرورية بين مقتنيات أي امرأة عصرية، والسوار المصنوع من المطاط الطبيعي أو الجلد، لا يقل جاذبية عن تلك المصنوعة من المعادن الثمينة، إذ أن لكل امرأه وقتها ولكل وقت ساعته، ولذلك غالباً ما تلجأ دور الأزياء إلى التنويع بما تطرحه في السوق، وفي بعض الأحيان تطرح الموديل نفسه بأكثر من طريقة. وفي واحدة من أكثر الساعات الراقية تميّزاً وتفرّداً في العالم، قدمت «فندي» ساعة تجمع بين تكنولوجيا الساعات الميكانيكية الثورية والحائزة براءة الاختراع وبين أبرز عناصر الجمال والجاذبية. وكشفت دار جيجر-لوكولتر أخيراً عن ترجمة جديدة لساعتها الأيقونية تمّ تصميمها على نحو رقيق جداً لتزيّن معاصم السيدات، ساعة تحاكي بأمانة جوهر ساعة «ريفرسو» وتجسّد مزيجاً مثالياً من التقليد والأسلوب والأناقة. يصعب التطرق إلى الساعات من دون ذكر serpenti من Bvlgari، المجموعة التي أعيد ابتكارها بطريقة معاصرة وسامية، لتظهر قطعة مجوهرات راقية حول المرفق، فتراعي وقت المرأة الثمين من جهة، وطلّتها المكتملة من جهة أخرى. وحافظت «ايبيل» على النجاح الذي حققه موديل Ebel 100 عام 2011، وأطلقت ضمن الاحتفال بالذكرى المئوية للعلامة المرموقة، موديلين Ebel 100 جديدين بعلبة قطرها 40 ملم وسوار من جلد التمساح البني والأسود. وجسدت الأناقة المطلقة من خلال تألق الستانلس ستيل والذهب عبر سوارها مع Brasilia Mini Steel & Gold 2012 التي تميزت بقرص يزينه في المنتصف نقش مجدول، وأرقام رومانية أنيقة تترك مساحة كافية لشعار Ebel المميز بحرفَي «E» متداخلين عند مؤشر الساعة الثالثة ومتوافرة مرصعة بالماس. وقدمت «شانيل» لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لابتكارها أول ساعة مستوحاة من الشكل الهندسي المثمن لسدادة زجاجة عطر No.5 ولساحة Vendome، مقدمة للنساء فرصة للتجوّل في عالم صناعة الساعات ذات التعقيدات الميكانيكية العالية. إن هذا الغزو الأنثوي لعالم تعقيدات الساعة غامض، كما هو جميل وشاعري. وحافظت ديور على خطها في مجموعة من الساعات العملية الراقية التي تحاكي أناقة Dior Haute Couture المستوحاة من إرث الدار العريقة في مجال تصميم الأزياء، فيكون كلّ تصميم ترجمة ساعاتية لفستان راقٍ من أرشيف الدار، وهو ما يظهر في تفاصيل الساعة الأصغر، من ألوان الأحجار الكريمة إلى تموّجات السوار مروراً بالشغل الحرَفي للعلبة والميناء. وقدمت «شوميه» ساعة «كلاس وان» Class One المزوّدة بالتوربيون الناقل للحركة الذي يُعتبر من أكثر الإبداعات ابتكاراً في صناعة الساعات، وهي مرصّعة بالحجارة الكريمة التي تخطف الأنفاس.