حذّر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية فؤاد السنيورة من أن «الامور تنحو منحى خطراً جداً على صعيد الاستقرار الحقيقي الدائم وغير المزيف» في لبنان، وأكد بعد لقائه البطريرك الماروني بشاره الراعي على رأس وفد من «كتلة المستقبل» في بكركي أمس، أن قوى 14 آذار «لم تتوقف يوماً عن أسلوب مد اليد والحوار والانفتاح على رئيس الجمهورية ميشال سليمان»، مشدداً على أن «هذا الانفتاح لا حدود له»، معتبراً أن «العودة الى استعمال المراهم لا تجدي نفعاً وتضيّع الفرص على اللبنانيين»، وقال: «كنا في هيئة الحوار الوطني بينما كان هناك من لا يتورع عن التصريح بأنه يخالف ما تم التوافق عليه في الحوار وفي اعلان بعبدا ويقول انا امارس التدخل في ما يجري لجهة الصراع في سورية وبالتالي ارسال مسلحين وأسلحة وأيضاً في موضوع ارسال الطائرة (طائرة من دون طيار اسقطت فوق اسرائيل)». وأضاف: «نحن في واد وآخرون في واد آخر»، مؤكداً أن «مسألة الحوار اساسية، لكن ما نحتاجه اليوم هو ان نعود الى الاصول واحترام الدستور. هناك مشكلة تتسبب بها هذه الحكومة وهناك حاجة ماسة لمعالجة هذا «الدمل» الذي انعكس في جوانبه كافة على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية»، متوقعاً «مبادرة حقيقية وصدمة لإزالة هذا الاحتقان تمهيداً لإجراء الانتخابات». ورأى «ان الموعد الدستوري المقبل بإجراء الانتخابات النيابية يقتضي حكومة مواكبة ومؤهلة لأن تقوم بهذا العمل»، مؤكداً «متابعة الامور على الصعد كافة من اجل تحقيق هذا الهدف»، ودعا الى «العودة الى الاصول الدستورية في ما يتعلق بتأليف الحكومات»، منتقداً المقولات في ما يخص الاستقرار والفراغ، ومشدداً على «ان ليس هناك من فراغ في الدستور اللبناني». وأوضح السنيورة أن زيارته الراعي كانت للتهنئة بتعيينه كاردينالاً، وقال: «تداولنا في عدد من الأمور المتعلقة بالشأن الوطني وأوضاع المنطقة كما تطرقنا الى الزيارة التي قام بها البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان وزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للرئيس ميشال سليمان» أول من أمس. وأضاف: «كانت مناسبة للتداول مع البطريرك الراعي في ما يجري في لبنان، وأوضحنا له وجهة نظرنا وما هناك من حاجة ماسة للقيام بعمل مبادر وحقيقي يسهم في تخفيض مستويات التوتر وإعادة التقاط الناس لأنفاسهم وتحسين مستوى الأداء في البلاد».