حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن «البلد ذاهب إلى دمار وخراب اقتصاديين، وإذا سقط البلد اقتصادياً يسقط سياسياً»، مجدداً تأييده دعوة الرئيس ميشال سليمان إلى الحوار، وداعياً إلى تجنيب البلد الفراغ. وقال في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد عودته من روما حيث جرى تعيينه كاردينالاً من جانب البابا بينيديكتوس السادس عشر: «نحن أمام مسؤولية كبيرة في حياتنا الوطنية والإقليمية والدولية»، مجدداً التعازي باللواء الحسن والضحايا والجرحى والمتضررين، وناقلاً تعازي البابا بينيديكتوس السادس عشر. وعن رفض «قوى 14 آذار» المشاركة بالحوار قبل استقالة الحكومة، أجاب الراعي: «أقول لإخوتنا في 14 آذار إن الجرح جرحهم وجرحنا لأننا نتأثر كلنا، لكن يجب أن نواجه الأمور بروية ونعالج قضايانا بروية، وفخامة الرئيس دعا ونحن معه، وأنا قلت إن الأمور لا تحل إلا بجلوسنا معاً وحوارنا لنواجه المشاكل الكبيرة، لأن استشهاد اللواء الحسن ومن معه ليس أمراً بسيطاً، ووراءه ربما تكون تدابير أخرى ومؤامرات لزج لبنان في مجهول»، ودعا 14 آذار إلى «تلبية الدعوة للحوار والتشاور، وهذا سمعناه من كل القوى الدولية وأصدقاء لبنان الذين ابدوا تخوفهم من الفراغ والأزمة الحكومية، لأن الأوضاع لا تحتمل». وقال: «لا يمكننا في أي أزمة أن نعطل الدولة والحوار». وعما إذا كان مع استقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية، أجاب: «نحن أخذنا موقف فخامة الرئيس الداعي إلى التشاور تلافياً للوقوع في الفراغ، وليحصل تغيير حكومي سلمي وأكيد. ونحن مع هذا الكلام». وأضاف: «الحكومة ليست منزلة من السماء، لكن تغييرها يجب أن يكون بالتفاهم والحوار. ولم ننس قبل أن تؤلف الحكومة بأي فراغ عشنا». وأبدى تشاؤمه من الدراسة التي أعدتها «مؤسسة سمير قصير» والتي كشفت أن 55 في المئة من اللبنانيين تنفد رواتبهم قبل نهاية الشهر و65 في المئة منهم لا يملكون ثمن مواد الغذائية، وقال: «أمام هذا الواقع تسقط كل الاعتبارات الشخصية والسياسية». وقال: «تعالوا لنحل الأمور على روية بدعوة من رئيس الجمهورية التي هي العليا والأفضل للتحاور والتشاور للانتقال من حكومة إلى أخرى». وحيا «الجيش اللبناني والقوى الأمنية على تنوعها»، مؤكداً أن «سياجنا الحقيقي والضامن والحامي الوحيد لنا هو مؤسسات الجيش والقوى الأمنية التي هي مؤسساتنا الدستورية». وعن دعوة القيادات المسيحية إلى حوار معه، قال الراعي: «باشرنا بهذا الأمر منذ كنا في روما لنحضر لهذا الأمر، لكن كل الزعامات كانوا خائفين من مغادرة منازلهم، وهذا أمر مؤسف، إذا اخبرونا بأنهم مهددون. وعلينا أن نجد طريقة لنكمل حوارنا لأن الأوضاع تفرض علينا مسؤولية كبيرة علينا أن نتحملها جميعنا. وسنعمل مع كل أصحاب الأيادي الطيبة وما اكثرها في لبنان لنكسر الجليد». وأكد أنه «إذا لم يبق لنا ثقة بالتحقيق والقضاء، فيمكنني أن اتهم من أريد وأنفذ، هل نعيش في شريعة الغاب أم لدينا قضاء ومؤسسات؟ ما حصل من أمور هناك قضاء وتحقيق وأحكام توصل إلى نتيجة، أما أن اتهم أحداً وأنفذ اتهامي، فهذا يعني نكراني للمؤسسات الدستورية». وجدد رفضه قانون الستين الانتخابي، وقال: «كل الشعب اللبناني ضد قانون الستين، ونحن لا نغير رأينا»، معتبراً أن «قانون الستين أساس خلافاتنا الكبيرة، ونحن مع أن يجد الشعب اللبناني الصيغة الفضلى لخير لبنان واللبنانيين».