قرر مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد في القاهرة أمس على مستوى وزراء الخارجية اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية، والتعاون مع كل «الجهود الدولية والإقليمية والمحلية» في هذا الصدد. وفيما وسَّعت المقاتلات الأميركية غاراتها إلى الأنبار في العراق، حيث ضربت مواقع «داعش» قرب سد حديثة، أعلن الرئيس باراك أوباما أمس أن واشنطن في حاجة إلى «تعاون الدول السنّية»، وسيطرح الأربعاء خطة للتحرك سياسياً وعسكرياً، مكرراً أنه لن يرسل قوات برية إلى المنطقة. وجدد مجلس الجامعة إدانته «أعمال الإرهاب التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة العربية واستقرارها وتقويض كيانات بعض الدول، وتهديد أمنها وسلامة أراضيها». وأكد دعمه «جهود الدول العربية في ما تتخذ من تدابير لمواجهة الهجمات الإرهابية والتصدي لكل من يقف وراءها أو يدعمها أو يحرّض عليها». وأكد ضرورة «منع الإرهابيين من الاستفادة في صورة مباشرة أو غير مباشرة من الفدية والتنازلات السياسية مقابل إطلاق الرهائن، وذلك تنفيذاً لقرارات مجلس الجامعة وقرار مجلس الأمن الرقم 2133، مع التشديد على رفض ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة، وتعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات والثقافات والشعوب». ودعا «الدول العربية التي لم توقع أو تصادق على الاتفاقات في مجال التعاون الأمني والقضائي» إلى أن «تبادر بذلك في أسرع وقت ممكن، خصوصاً تلك الاتفاقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتكثيف تبادل المعلومات عن الوقائع المتصلة بالإرهاب بحسب الحاجة وعند الاقتضاء، ومواصلة الجهود لإنشاء شبكة للتعاون القضائي العربي في مجال مكافحة الإرهاب. وحض الدول العربية على «وضع استراتيجيات وطنية وإقليمية للوقاية من الإرهاب»، مرحباً باقتراح مصر عقد الإجتماع المشترك لمجلسي وزراء العدل والداخلية «لتفعيل الاتفاقات الأمنية والقضائية». في واشنطن قال أوباما في مقابلة بثتها شبكة «إن بي سي نيوز» أمس إن «المرحلة المقبلة هي في الانتقال الى الهجوم (...) سألتقي زعماء الكونغرس الثلثاء، وسألقي الأربعاء خطاباً أشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك». وأكد ان «تنظيم الدولة الاسلامية يمثل تهديداً، بسبب طموحاته في التوسع في العراق وسورية. لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الأخيرة للحلف الأطلسي، هو أن المجتمع الدولي يدرك أننا ازاء تهديد علينا مجابهته». ورداً على سؤال عن الخطة أكد أنها لن تنص على «إرسال مئة ألف جندي أميركي (...) الأمر ليس مماثلاً للحرب على العراق» عام 2003. وزاد: «سنكون طرفاً في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية، دعماً لعمل ميداني تضطلع به القوات العراقية والكردية». وأضاف: «سنضعفهم (مسلحي داعش) وسنقلّص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها. وفي نهاية المطاف سننتصر عليهم». ولفت إلى أن العملية ستحتاج موارد تفوق ما تخصصه واشنطن حالياً لهذه المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: «نفّذنا ضربات لمنع الإرهابيين من تهديد سد حديثة وهو تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية، بدعم من عشائر سنية». ونبّه إلى أن «احتمال فقدان السيطرة على السد او انهياره كارثة بسبب الفيضانات التي يمكن ان تنجم عن ذلك، وهذا يهدد الموظفين الأميركيين ومنشآت في بغداد ومحيطها، إلى جانب تهديده آلاف المواطنين العراقيين». إلى ذلك أكد محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي الذي يقود العمليات العسكرية في حديثة وأصيبَ في المواجهات ان «عملية تحرير المناطق الغربية بدأت (أمس)، بإسناد من طائرات أميركية، وتم تحرير منطقة الخفاجية ونتقدم نحو بروانة، وأحرقنا أكثر من عشرة مواقع لمسلحي داعش». من جهة أخرى، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وبحثا في أوضاع المنطقة والتهديد الذي تمثله التنظيمات الإرهابية المتطرفة المنتشرة في العراق وسورية. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي في اتصال مع «الحياة» أن اللقاء تناول العلاقات السعودية- المصرية، باعتبارها ركيزة العمل العربي المشترك، إضافة إلى «السبل الكفيلة بمواجهة الجماعات المتطرفة في المنطقة، وحماية الأمن الإقليمي من خطرها، خصوصاً في سورية والعراق، للحفاظ على سلامتهما الإقليمية وسيادتهما، وصون مقدراتهما بما يحقق مصلحة شعبيهما».