جرّع نجران نظيره الاتحاد مرارة الخسارة الأولى في دوري «زين» هذا الموسم، بعد أن كسبه بهدفين من دون رد، معمقاً جراحه بعد الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أخيراً، فيما تغلب الرائد على مضيفه الوحدة بهدف من دون رد، ليلحق بالوحدة الخسارة العاشرة على التوالي، ويثبته في المركز الأخيرة بنقطة يتيمة. نجران - الاتحاد فرض أصحاب الدار سيطرتهم الميدانية على مجريات الشوط الأول كاملة، متفوقين في الأداء السريع والتمرير السليم مع التنظيم في الصفوف، فضلاً عن الروح والحماسة، إذ بحثوا عن هدف باكر مستغلين غياب الهوية الفنية في الفريق الاتحادي، الذي غاب عنه فاعلية الأداء وتباعد اللاعبين بخاصة لاعبي الوسط والدفاع، ما سهل للفريق المستضيف أن يسجل هدفاً يعكس مشكلة المناطق الخلفية في ضيفه، عندما سجل المهاجم حسن الراهب الهدف الأول (12). لم يهدأ لاعبي نجران عن الأداء الجيد في أرضية الملعب، خصوصاً أن وسطه واصل زمام المبادرة والتحكم بفضل تحركات اللاعبين وائل عيان وحمد الربيعي وجهاد الحسين وصاحب العبدالله والراهب، وكاد الفريق النجراني أن يضيف المزيد من الأهداف في ظل ارتياح دفاعاته، وأضاع حسن الراهب هدفاً محققاً (30). وكان أول وصول اتحادي من محاولة خجولة من رأسية محمد نور إثر إرسالية حمد المنتشري (35)، وأضاف اللاعب جهاد الحسين هدف نجران الثاني من مرتدة سريعة أخترق فيها المساحات الخالية بين وسط ودفاع الاتحاد وكسر إبراهيم هزازي لمصيدة التسلل (40)، وكادت تصويبة حمد الربيعي من منتصف الملعب أن تسفر عن هدف ثالث لنجران، إلا أن كرته اعتلت مرمى علي المزيدي (42)، وأنقذ الحارس النجراني ناصر الصيعري مرماه من هدف مؤكد بعد تصويبتين متتاليين من سلمان الصبياني ومحمد أبوسبعان (45).على رغم التغيير الذي أجراه مدرب الاتحاد كانيدا في الشوط الثاني بإشراك هتان باهبري بدلاً من سلمان الصبياني وإشراك محمد نور كمهاجم صريح، إلا أن الأداء الاتحادي لم يتحسن، فيما واصل نجران الاستحواذ والتهديد، مع عدم إغفال التحصين الدفاعي إذ أغلق النجرانيون منافذهم ليحضر في حال الهجمة الاتحادية ثمانية لاعبين في منطقة الجزاء للحفاظ على تقدمهم. واضطر الاتحاد لإخراج المدافع رضا تكر للإصابة وزج باللاعب شافي الدوسري ليلعب في الظهير الأيسر وإعادة حمد المنتشري في وسط الدفاع، وفرط اللاعب الكاميروني موديست إمبابي في إمكان تقليص الفارق للاتحاد، بعدما سنح له كرة ثابتة على رأس منطقة ال18، وبعد مرور الربع الساعة الأولى من هذا الشوط تراجع لاعبو نجران كلياً لمنتصف ملعبهم ليعطوا الفرصة لمنافسهم في الاستحواذ. ونوّع الاتحاديون من هجماتهم بحثاً عن هدف ليصنعوا فرصاً عدة، شكلت خطورة بالغة على أصحاب الأرض، وأهدر محمد نور فرصة هدف لفريقه، بعد تنفيذه لكرة من خطأ ثابت مرت بجانب القائم الأيسر، وتلتها تسديدة إمبامبي مرت بجوار المرمى النجراني (66)، وأبعد الصيعري كرة خطرة على مرماه عند تصديه لتصويبة أنس الشربيني (71)، وسعى مدرب نجران لتنشيط خط المقدمة باللاعب حمزة دردور كبديل عن الراهب (75)، وكاد نجران في الدقائق العشر الأخيرة أن يسجل في أكثر من مناسبة، لولا تألق الحارس علي المزيدي تارة، واستعجال المهاجمين تارة أخرى. الوحدة - الرائد جاءت بداية الشوط الأول متكافئة من الفريقين، وانحصر اللعب في متوسط الميدان وغابت اللمحات الفنية من اللاعبين وسط اجتهادات فردية غلب عليها طابع التسرع والاستعجال، وكاد مهاجم الرائد الكنغولي ديبا ألونغا أن يهز شباك أصحاب الضيافة بالهدف الأول من كرة انفرادية واجه بها حارس الوحدة أحمد الفهمي وسددها إلى جوار القائم مهدراً فرصة التقدم لفريقه (5)، ولم يكن فريق الوحدة في صورته المعهودة في النواحي الهجومية في ظل استسلام سعيد الزهراني وإسلام سراج لرقابة المدافعين، لتمر الدقائق واللقاء سجالاً بين الفريقين حتى سدد أحمد الكعبي كرة قوية للضيوف من الجهة اليمنى اعتلت العارضة الوحداوية (20)، وتوغل قائد الفرسان أحمد السلمي بكرة سريعة في داخل منطقة الجزاء وتباطأ في التسديد ليبعدها دفاع الرائد عن مكامن الخطر (33)، وأهدر إسلام سراج أخطر الفرص الوحداوية في الوقت بدل الضائع من كرة تهيأت له في مواجهة مرمى الرائد بعد خطأ دفاعي سددها بتسرع إلى خارج المرمى وسط دهشة الوحداويين ليعلن بعدها الحكم عن نهاية أحداث الشوط الأول بالتعادل السلبي. واستهل مدرب الوحدة وجدي الصيد الشوط الثاني بإشراك صانع الألعاب سلمان المؤشر بدلاً من مؤيد الأدماوي وذلك بغية تنشيط الجواب الهجومية في المقدمة الحمراء، وكاد المؤشر أن يحرز هدف التقدم لأصحاب الضيافة من خطأ نفذه بطريقة رائعة من الجهة اليمنى أبدع الكسار في إنقاذها بصعوبة بعيداً عن مرماه (47)، وأضاع إسلام سراج فرصة محققة من كرة هيأها له المؤشر وسددها برعونة من أمام المرمى مواصلاً إهدار الفرص الوحداوية (51)، وجهز ديبا ألونغا كرة من الجهة اليمنى سددها الكعبي على الطائر تصدى لها القائم الوحداوي وانتهت إلى خارج المرمى (75). ونجح المغربي عصام الراقي في إحراز هدف التقدم للضيوف من خطأ خارج منطقة الجزاء نفذه بتسديدة قوية تغير اتجاهها من الدفاع لتخادع الحارس أحمد الفهمي وتلج شباكه كهدف أول لم يحتفل به الراقي احتراماً لمشاعر فريقه السابق (78).