يتخوف أهالي منطقة الحجاز من تناول الوجبات التي تحتوي على اللحوم بعد انقضاء موسم الحج لاحتمالية فسادها إثر تكدسها وتركها لفترات طويلة من دون تبريد ما يؤدي إلى تضررها وعدم قابليتها للأكل، إذ يستغل كثير من «ضعاف النفوس» تكدس لحوم الأضاحي خلال موسم الحج لتهريبها إلى المدن المجاورة وتسويقها على أصحاب المطاعم والمطابخ الذين يقدمونها كوجبات أساسية للزبائن، متجاهلين كمية الأمراض التي قد تتسبب للناس جراء تناولهم لهذه اللحوم الفاسدة. وتحفّظ مواطنون على تناول هذه الكميات الكبيرة من اللحوم الفاسدة، خصوصاً التي يتركز انتشارها في المطاعم والمطابخ بعد موسم الحج، إذ تفضل سجى سالم من أهالي جدة، استبدال أطباق اللحم بالدجاج والمأكولات البحرية بعد انتهاء موسم الحج من كل عام، مرجعة السبب إلى تخوفها الشديد من هذه اللحوم التي تترك لفترات طويلة دون تبريد ما يؤدي إلى فسادها كون مثل هذه اللحوم تنتشر بكثرة في مدينة جدة ولا يحرص كثير من الناس على سلامتها عند شرائها أو استخدامها. وتشير سالم إلى أن مقاطعتها لوجبات اللحم تستمر قرابة شهر كامل بعد موسم الحج، فهي لا تحرص على شرائها من المحال، ولا تناولها سواء داخل المطاعم أو حتى في بيوت أقاربها. وتتفق نجلاء شاكر من أهالي جدة، مع ما ذهبت إليه سجى في عدم تناولها من المطاعم الخارجية، فهي ترفض شراء الوجبات الجاهزة، لكنها تفضل طبخ اللحم في منزلها حرصاً على سلامة الطبخ وسلامة انتقاء اللحم النظيف بعيداً عن الفاسد. وتقول نجلاء «أحرص كثيراً على توفير حاجاتي من اللحوم قبل بدء موسم الحج، حتى لا أضطر إلى شرائها بعد الحج خوفاً من عدم سلامتها، مشيراً إلى أن استخدام اللحوم ضمن وجبات الأكل الأساسية تقل في شهر ذي الحجة، وتحل محلها أصناف أخرى من الوجبات. وجهل مصدر اللحوم جعل الشاب مشعل يمتنع عن شرائها أو تناولها من المطاعم المنتشرة في أرجاء المدينة، مبدياً قلقه الشديد من عدم اكتراث البعض بتناول وجبات اللحم أياً كان مصدرها. ويقول: «السبب الرئيسي في عدم تناولي اللحوم يتمثل في عدم معرفتي التامة بمصدرها، وبالأخص أن كثيراً من المطاعم تتوافر لديها كمية كبيرة من اللحوم بعد انقضاء موسم الأضاحي، في حين أن جزءاً كبيراً من لحوم الأضاحي لا تخزن بشكل صحي مما يؤدي إلى فسادها».