لم يعد الدوري الإسباني تقليدياً ومتوقعاً هذا الموسم... لم يعد دوري برشلونة وريال مدريد أو «توم وجيري» فحسب، ولم يعد صراع الهدافين يقتصر على النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فأتلتيكو مدريد دخل على خط المنافسة بقوة هذا الموسم، ونجمه الكولومبي راداميل فالكاو (26 سنة) يزاحم ميسي ورونالدو على قائمة الهدافين. بعضهم قد يعتبر أن الجولات الماضية ليست مقياساً حقيقياًَ للصراع على اللقب، خصوصاً أن البطل ريال مدريد يقبع في المركز الرابع بفارق ثماني نقاط عن كل من المتصدرين برشلونة وأتلتيكو مدريد، لكن الأخير لديه ما يكفي من الحجة إلى اعتبار أن هذا الموسم سيكون مختلفاً عن سابقيه، وأن لديه القدرة للمنافسة على اللقب حتى النهاية، فهو بطل كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ) مرتين في السنوات الثلاث الأخيرة، كما أنه بطل كأس السوبر الأوروبية بعدما سحق تشلسي بطل دوري الأبطال 4-1 قبل أكثر من شهر، إضافة إلى أنه يخوض سلسلة متواصلة من عدم الخسارة ممتدة على مدى المباريات ال19 الأخيرة في كل المسابقات، ولديه سمعة عالمية باحتضان أبرز الهدافين، فمعه تألق في السنوات الأخيرة فيرناندو توريس وسيرجيو أغويرو ودييغو فورلان، واليوم يتألق أيضاً الكولومبي فالكاو، الذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى مانشستر سيتي أو تشلسي في مقابل ما لا يقل عن 45 مليون جنيه خلال الأشهر المقبلة. جماهير أتلتيكو متفائلة جداً هذا الموسم، خصوصاً بوجود الهداف فالكاو الذي يلقبونه ب«النمر»، لكنهم يدركون أنهم سيكونون سعداء بالإبقاء على المنافسة والتأهل إلى دوري الأبطال وليس الفوز باللقب الغائب عنهم منذ 1996، والسبب الرئيس هو الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي، التي ستحتّم في النهاية بيع أفضل نجومه، وعلى رأسهم النجم الكولومبي، الذي أبهر العالم بثلاثيته الرائعة في مرمى تشلسي في كأس السوبر. لكن منذ ضم فالكاو من بورتو في الموسم الماضي، فإن النادي باع نجوماً أكثر مما ضمّ، وأعار أيضاً من استطاع لخفض مصاريف الرواتب، لكن ما جعل كل شيء ممكناً هو المدرب الأرجنتيني الرائع دييغو سيموني، الذي قلب حظوظ الفريق وجعله أكثر شراسة وقسوة في عروضه ونتائجه، لكن الفارق الأكبر في الفريق هو موهبة النجم الكولومبي الذي وجد الوقت من ملك إسبانيا خوان كارلوس ليشيد بموهبته. «النمر» اشتهر بافتراسه شباك غالبية منافسيه، فهو بدأ مسيرته مع ريفر بليت الأرجنتيني في 2005 وبقي معه أربع سنوات لعب خلالها 90 مباراة وسجل فيها 34 هدفاً، قبل أن ينتقل إلى بورتو في 2009 ليلعب 51 مباراة مسجلاً فيها 41 هدفاً، لينتقل بعدها إلى أتلتيكو مدريد، ليسجل معه في 40 مباراة لعبها حتى الآن 33 هدفاً، جعلته واحداً من أفضل مهاجمي العالم، والمهدد الحقيقي لزعامة ميسي ورونالدو، مثلما يشكّل فريقه تهديداً حقيقياً لصراع العملاقين.