تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعوة مفتوحة الى زيارة دمشق امس نقلها إليه الوزير السابق وئام وهاب الذي كان اجتمع أول من أمس مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وإذ زار وهاب جنبلاط بعد ظهر امس ونقل إليه «رسالة محبة وتقدير وترحيب من الإخوان في سورية»، شكر جنبلاط وهاب على نقله الرسالة قائلاً: «عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق». وأشار الى ان «اتفاق الطائف بناه اللبنانيون والسوريون والسعوديون». ورحب بالتقارب بين سورية والسعودية للحفاظ على اتفاق الطائف وما نص عليه عن العلاقات المميزة مع سورية واتفاق الهدنة مع إسرائيل، معتبراً انه يعني ان لا سلم ولا تسوية ولا مصالحة ولا علاقات مع إسرائيل. وفيما شدد جنبلاط على إزالة رواسب حوادث 7 أيار (مايو) لتثبيت العلاقة بين أهل الجبل وجبل العرب في سورية، قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان تلقي جنبلاط الرسالة والترحيب به في سورية لا يلغيان موقفه السابق بأنه يزورها بعد زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري التي يفترض ان تتم بعد التأليف ونيل الحكومة الثقة في البرلمان اللبناني. وكان وهاب أوضح بعد لقائه جنبلاط ان «الشام حريصة على الرئيس المكلف وإنجاح مهمته تشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبة». فيما أوضح جنبلاط ان كلامه عن العلاقة الخاصة بين المسلمين «ليس موجهاً ضد المسيحيين». وينهي هذا التطور فصلاً من فصول العداء بين سورية وأحد الزعماء اللبنانيين الذين تشكلت منهم قوى 14 آذار منذ العام 2005، لأن «اللحظات السيئة» في علاقة جنبلاط بسورية تم محوها من دفتر جنبلاط ودفتر سورية. وجاء هذا التطور في وقت يترقب الوسط السياسي تداعيات التوضيح الذي أدلى به جنبلاط أول من امس على العلاقة بينه وبين الحريري الذي واصل إجازته العائلية في فرنسا، وعلى استئناف جهود تأليف الحكومة الجديدة. واستمرت أوساط الرئيس المكلف في التأكيد انه ما زال في إجازة، تخللتها محادثة هاتفية مع الرئيس حسني مبارك. وقال بعض اوساط قوى 14 آذار ان الحريري غير مستعجل على تأليف الحكومة، فيما رأى النائب سمير الجسر من «تيار المستقبل» ان عودة الحريري قريبة. ولف الغموض ما ستؤول إليه العلاقة بين أركان «14 آذار» بعد توضيح جنبلاط، وتلقيه رسالة تقدير من سورية في المقابل، وموعد استئناف جهود تشكيل الحكومة، في وقت نقلت مصادر الرئيس بري عنه قوله انه قرر الصمت والصوم عن الكلام خلال الأيام المقبلة، من دون ان توضح الأسباب، ما أطلق التكهنات حول الأسباب وما اذا كانت تعود الى تأخير تشكيل الحكومة، خصوصاً انه كان توقع إنجازها في غضون ايام. وتقول مصادر مواكبة للاتصالات التي جرت في اليومين الماضيين ان اللقاء بين الحريري وجنبلاط، بناء على توضيحات الأخير «يفترض ان يتم بعد تشكيل الحكومة للقيام بحوار صريح من اجل التوصل الى صيغة للتعايش بين حليفين لا غنى لأحدهما عن الآخر». لكن هذه المصادر قالت ان الحريري سيبقي على تحالفه مع قوى 14 آذار حتى إذا خرج منها جنبلاط، على رغم ان الأخير اكد تحالفه معه. واجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة مساء امس مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من اجل البحث في المستجدات وأسباب تأخير تأليف الحكومة. وزار لبنان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني ايفان لويس والتقى سليمان وبري ووزير الخارجية فوزي صلوخ. وقال لويس ان بلاده قلقة لعودة «حزب الله» الى التسلح «في شكل جدي وملحوظ وهذا يتعارض مع القرار 1701 وأوضحنا للحكومة الإسرائيلية ان الطلعات الجوية الإسرائيلية هي خرق كبير للقرار الدولي». ورد صلوخ على كلام لويس قائلاً ان لا دليل يثبت صحة الادعاءات الإسرائيلية، من قبل الأممالمتحدة.