علّق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق أمين الجميّل على زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية إليزابيث جونز لبنان، معتبراً أن «هناك نظرة ضبابية حيال ما يجري في لبنان»، وقال: «كان لدى الأميركيين تصور سطحي لمجريات الأمور، وبالتالي شكل اللقاء مع جونز مناسبة لتوضيح موقفنا، ما أدى إلى تطور ملموس في الموقف الأميركي، علماً أن أول رد فعل أميركا كان الخوف على الاستقرار وأن معالجته تكون بتعزيز موقع الحكومة، إلا أن هذا الموقف الأميركي تطور إلى التمسك بالاستقرار إنما من خلال حكومة ترضي الجميع، حيث نقطة الالتقاء تكون جهود الرئيس ميشال سليمان». وأكد أنه «حصل تطور في الموقف الأميركي من دعم للموقف الحكومي إلى تمني حكومة تعكس تطلعات الشعب اللبناني، بما يعني أن واشنطن تشجع التغيير باتجاه حكومة تعبّر عن مشاعر كل اللبنانيين ومصالحهم». وقال الجميل: «نحن نعوّل على الحراك الداخلي قبل أن نتكل على أي حراك خارجي»، مشيراً إلى أن «الحراك الخارجي ليس إلا دعماً لجهود الداخل وللمواقف المتخذة بحس من المسؤولية من القيادات اللبنانية». وعن موقف النائب وليد جنبلاط، أوضح الجميّل أنه «كان منذ البداية موقفاً إيجابياً، عندما طالب بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة وفاق، لكن ما حصل بينه وبين الرئيس (السابق للحكومة) سعد الحريري غيمة صيف تبدّدت فوراً بالاتصال الذي قام به الحريري بجنبلاط، فأعاد الأمور إلى مجراها الطبيعي، وهذا يدعم كل المساعي الخيرة، بدءاً من مبادرة رئيس الجمهورية وغيرها لانتشال لبنان من هذا المستنقع». وأضاف: «هذا التوجه يلتقي مع قناعاتي الشخصية ومع الجهود كافة كي نصل إلى حل في إطار معالجة وطنية وليست فئوية للأزمة الراهنة، لأن لا حل جذرياً وشافياً على الساحة اللبنانية خارج إطار التوافق الوطني». ولفت إلى أن «هناك تقاطعاً واضحاً بين مواقفنا وموقف بكركي وموقف رئاسة الجمهورية، وكل المساعي المبذولة على الأرض»، معلناً أنه قال لكل من التقاهم من لبنانيين وغير لبنانيين أن «المصلحة الوطنية ومصلحة كل الأفرقاء بمن فيهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والجهات الحريصة على البلد تقتضي إجراء التغيير الذي طالبنا به في بيان 14 آذار». وأكد الجميّل أن «الوضع الراهن شاذ، وفي هذه الظروف الخطيرة عربياً وإقليمياً، من المفترض تحصين ساحتنا الداخلية بالتلاقي الوطني»، محذراً من أن «الشرخ العمودي على صعيد القوى السياسية اللبنانية يفتح ساحتنا على كل الأخطار والعواصف». وأكد أن «الحوار قائم، ويقوده رئيس الجمهورية، وليس ضرورياً فجأة أن نلتقي حول طاولة واحدة، بينما المشاورات التي يقودها سليمان هي الممهّدة لأي مبادرة حوارية جديدة». وعن لقائه الرئيس ميقاتي، أوضح الجميّل أنه «كان في إطار مناسبة اجتماعية حضر جانب منها الرئيس ميقاتي»، مشيراً إلى «أنه شكل فرصة للتداول في آخر المستجدات وشؤون الساعة، وضرورة إخراج لبنان من هذا المأزق». وقال: «عبّرت عن وجهة نظري الداعية إلى تغيير الحكومة، إذ منذ البدء كان عندنا اعتراض على تشكيلها وعلى أدائها بمعزل عن الجهود الشخصية التي كان يبذلها الرئيس ميقاتي». واعتبر أن «مَن يعرقل إقرار قانون جديد للانتخابات هو الحكومة التي تقدّمت بمشروع قانون يخدم طرفاً واحداً، وهو الفريق المشارك فيها، ويستفيد منه فريق من اللبنانيين على حساب أفرقاء آخرين»، واصفاً مشروع الحكومة بأنه «من المشاريع التعجيزية التي تكشف النيات».