كشف مصدر أمني رفيع المستوى أن تفجيرات العيد الأخيرة في عدد من المدن أطاحت مسؤولين بارزين في وزارة الداخلية، بحركة مناقلات مفاجئة طاولت الصف الأول، فيما اعتبر وكيل الوزارة هذه المناقلات «عملية استبدال طبيعية». وأعلنت الحكومة مقتل وإصابة أكثر من 400 عراقي خلال الشهر الماضي بأعمال عنف. وقال وكيل وزارة الداخلية للأمن الاتحادي الفريق أحمد الخفاجي في تصريح إلى «الحياة» إن «الخطط الأمنية الخاصة بحماية قوافل الحجيج العائدين من العربية السعودية تجري في شكل سلس من دون تسجيل أي حادث». وأشار إلى «مشاركة فعالة لطيران الجيش وقوات محمولة جواً مهمتها مراقبة المناطق القريبة من الطريق العام والتدخل». وشهد طريق الحج البري في كانون الثاني (يناير) 2007 حادثة مروعة عندما شن مسلحو تنظيم «القاعدة» هجوماً على قافلة حجاج شيعة من محافظة بابل فقتلوا 12 حاجاً. وعن الوضع الأمني على الحدود الغربية التي تشهد عمليات تسلل أكد الخفاجي أن «الوضع على الحدود الآن طبيعي ونشن عمليات وقائية حتى أبعد نقطة في صحراء الجزيرة الشمالية والجنوبية، تنفذها قوات محمولة جواً تعمل على تمشيط هذه المناطق في شكل مستمر». وأضاف أن «القوة المحمولة جاهزة على مدار الساعة لتقوم بواجباتها اعتماداً على التقارير الاستخبارية للتحقق من أي خيمة جديدة تنصب في مكان من هذه المنطقة واعتراض الراجلة أو من في السيارات إذا كانت الحركة غير طبيعية أو في مواقع محظورة». إلى ذلك، كشف مصدر أمني رفيع المستوى أن «تفجيرات العيد أطاحت أقوى رجلين في وزارة الداخلية هما اللواء أحمد أبو رغيف، مدير استخبارات الوزارة، والفريق الركن حسين العوادي، قائد الشرطة الاتحادية». وأوضح المصدر أن «حملة مناقلات مفاجئة أمر بها رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، تمثلت بإحالة أبو رغيف على جمعية المحاربين، بمعنى التسريح، بعدما تم نقله من إدارة الشؤون الداخلية إلى الاستخبارات، بدلاً من الفريق حسين كمال (كردي) قبل شهور، وتكليف اللواء حسن كوكز إدارتها، كما تم استبدال العوادي بالفريق الركن محسن الكعبي، قائد قوات الحدود». وزاد: «منذ بداية العام، طرحت إقالة العوادي وتسليم الشرطة الاتحادية إلى اللواء الركن مهدي صبيح، قائد الفرقة الثالثة في الموصل، لكن توصيات مكتب القائد العام كانت ضرورة بقاء صبيح في منصبه». وأضاف: «خلال الأسبوع المقبل ستكون هناك قرارات مهمة في الوزارة لا سيما أن منصب مدير الاستخبارات ما زال غير متفق على إناطته بأحد». لكن وكيل الوزارة أحمد الخفاجي قلل من أهمية ما يثار عن أسباب المناقلات ووصفها بأنها «عملية استبدال طبيعية». وقال: «لم تكن هناك عقوبات لأحد منهم». وأفاد إحصاء مشترك لوزارات الصحة والداخلية والدفاع أن 144 عراقياً قتلوا وأصيب 264 في خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في عموم البلاد.