سؤال وجيه طرحه قارئ كريم، يتناول قضية الرشوة الشهيرة، والسؤال عن سبب عدم رفع قضية من قبل شركة أرامكو على شركة تايكو الأميركية، بخصوص الرشوة لموظف أو موظفين في «أرامكو». يأتي القارئ الكريم بنموذج طازج لمكافحة الفساد في الشركات، إذ أرفق - مشكوراً - مع رسالته نسخة من صحيفة «الوسط» البحرينية الصادرة بتاريخ العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2012، وفي الصفحة الأولى عنوان رئيس يقول: («ألكوا» تدفع 85 مليون دولار لإنهاء قضية فساد «ألبا-ألكوا»)، والقصة باختصار أن شركة ألمونيوم البحرين «ألبا» رفعت في عام 2008 قضية، تتهم فيها الشركة الأميركية ب«التخطيط على مدى 15 عاماً، وبالتنسيق مع متهمين بالفساد في البحرين لتأمين عقود، من خلال دفع رشا وتصعيد السعر على شركة ألبا»، والشركة الأميركية ألكوا تورد مواد خاماً لشركة ألبا البحرينية. وبمقتضى التسوية بعد قضية استمرت أربعة أعوام توجت بدفع مبلغ نقدي على قسطين، ستستمر العلاقة بين الشركتين، لكن «على أن تحصل (ألبا) البحرينية على حسومات وامتيازات تصل قيمتها إلى نحو350 مليون دولار أو أكثر». كل هذا، والشركة الأميركية لم تعترف بالمسؤولية عن أية اتهامات بالفساد، إذ تعتبر أن التسوية أفضل الممكن - لها طبعاً -. هذا الانتصار لشركة ألبا البحرينية ومجلس إدارتها، هو أيضاً انتصار لمكافحة الفساد في البحرين، والنموذج الطازج هذا لا يبعد سوى «حذفة عصا» عن شركة أرامكو، ولا أتخيل مع إمكانيات قانونية ضخمة لشركتنا النفطية العملاقة أن يغيب عنها هذا الطريق، بل إنه من المستغرب أن تطلب معلومات من الشركة «الخصم» ثم تصدر بياناً لا يتناسب مع قوة بيانها الأول، الذي أكد رفضها لمثل هذه الممارسات! فلماذا لم ترفع «أرامكو» قضية ضد «تايكو»؟ أو لماذا لا ترفع قضية؟ الجواب لدى شركة أرامكو. www.asuwayed.com @asuwayed