كشف ضابط رفيع في قيادة عمليات صلاح الدين، اشتداد الحملة العسكرية لإكمال تحرير مدينة تكريت من أيدي تنظيم «داعش». وأشار إلى تطوير الهجوم بمحور رابع انطلق من سامراء باتجاه بلدة الدور، مسقط رأس عزة الدوري، عبر منطقة الجلام. وأشار المصدر إلى موجة نزوح كثيفة من الدور والرصافي وسور شناف باتجاه بلدات وقرى آمنة، خوفاً من العمليات العسكرية. وأكد أن «القوات الأمنية، يساندها الحشد الشعبي والطيران الحربي، تمكّنت من تحقيق تقدم داخل حي القادسية الذي يمثل نحو ثلث مساحة المدينة، مع استمرار عمليات تفكيك المنازل والطرق الملغمة تمهيداً لاندفاع أكبر». وأضاف: «كما قامت وحدات قتالية بمصاحبة الاستطلاع باختراق حي القادسية حتى طرفه الآخر عدة مرات لجمع المعلومات وتوفير غطاء إلى مفارز مكافحة المتفجرات التي تعمل على فتح ممرات لاندفاع قطعاتنا نحو عمق المدينة». وذكر ضابط رفيع آخر في قيادة عمليات سامراء ل «الحياة» أن «قواتنا الأمنية بمساندة الطيران الحربي تشن منذ يومين عمليات واسعة من محور رابع جنوب شرقي تكريت، وتمكّنا من إحراز تقدم واضح، ونحن الآن على بعد عدة كيلو مترات من البلدة وتتمركز قواتنا من المدفعية والمشاة والحشد الشعبي في تخوم قرى الرصافي وسور شناف والبوخدو التي يتخذها الدواعش مراكز لإدارة عملياتهم». وكانت مدينة تكريت وقعت بأيدي مسلحي «داعش» وفصائل سنية مسلحة في 12 حزيران (يونيو) الماضي. وارتكب مسلحو التنظيم والمتحالفون معه أكبر مجزرة منذ 2003 بعد نحر 1700 جندي عراقي غير مسلحين ويرتدون ملابس مدنية، سُميت ب «جريمة سبايكر» التي أثارت ضجة كبيرة في البرلمان الاتحادي. وفي شأن مستوى دفاعات المسلحين قالت المصادر إن «دفاعات العدو ليست بالمستوى العالي على مستويات الموانع التي اقتصرت على تلغيم الطرق والشوارع والمنازل، وهذا أمر يمكن معالجته. وأيضاً من خلال غاراتنا في عمق المدينة لم نواجه مقاومة مسلحة من مقاتلين أقوياء، والدليل أننا حققنا الوصول عدة مرات إلى مراكز مهمة في تكريت». وأفادت عن «إجراءات تحصين جديدة تقوم بها قيادة عمليات صلاح الدين لحماية قاعدة سبايكر من هجمات انتحارية يقوم بها الإرهابيون من وقت إلى آخر، بإنشاء جدار خراساني على طول الطريق العام الفاصل بينها وتكريت». ولفت مصدر إلى أن «عمليات نقل القطع الخرسانية ونصبها تم بأجواء آمنة مئة في المئة، وكانت قوات الهندسة والإنشاءات تعمل بكل حرية بسبب تراجع داعش إلى عمق المدينة». وكشف عمران السعدي، مقاتل في قوات الحشد الشعبي، من الجناح العسكري لمنظمة «بدر»، في اتصال مع «الحياة» أن «قوات الحشد الشعبي نجحت في تحقيق نجاحات مهمة على المحور الجنوبي، لاسيما في المناطق على ضفاف نهر دجلة حيث تمكنا من تحرير منطقة العوجة الجديدة بالكامل ومنها اندفعنا نحو وادي حاوي العوجة، وهو عبارة عن بساتين نخيل وفاكهة كثيفة. وكذلك تم تطهير قرية العوينات صعوداً من الجهة المقابلة لقرية البوعجيل التي تعد الوكر الرئيس لعصابات داعش». وعن قيمة هذه الإنجازات أوضح السعدي: «هذه المواقع منحتنا فرصة النيل من تجمعات الإرهابيين في البوعجيل والعزة التي باتت منذ أيام تحت لهيب نيران مدافعنا الخفيفة والثقيلة وراجمات الصواريخ». وتابع: «كما أجبرناهم على التراجع عن هذه الأمكنة ونقل أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى عمق ناحية العلم واتخاذ الأهالي هناك دروعاً بشرية». وأكد أبو عمر الجبوري، من أهالي بلدة العلم، في اتصال مع «الحياة» أن «العلم والقرى المحيطة بها تشهد منذ يومين حركة نزوح كثيفة من أهالي الدور والرصافي وسور شناف فارين من العمليات العسكرية في مناطقهم، وبحثاً عن مأوى آمن لعوائلهم».