تضاربت المعلومات عن نتائج هجوم شنّه الجيش العراقي أمس على تكريت، وفيما أعلنت قيادة العمليات في صلاح الدين ان قواتها حررت ثلاثة أحياء وسط مدينة تكريت من «داعش»، أكدت مصادر أن القوات اوقفت تقدمها بعدما واجهت مقاومة شديدة. إلى ذلك، قتل نحو 9 أشخاص وأصيب 22 في أعمال عنف استهدفت بعض مناطق بغداد. وطلب رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي من سلاح الجو توخي الدقة في استهداف «داعش». وقال في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه: «نثمّن المواقف البطولية للقوات الأمنية ولسلاح الجو في التصدي لتنظيم داعش، ونثمّن ايضاً التضحيات التي قدمتها القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي في الدفاع عن البلد. لكن على سلاح الجو توخي الدقة في استهداف عناصر التنظيم الذين يحاولون اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية». وشدد على ضرورة ان «تكون هناك دقة متناهية في المعلومات»، في إشارة الى استهداف المدنين خلال بعض الغارات الجوية على أحياء مختلفة. وبالتزامن مع تواصل العمليات التي انطلقت منذ بداية الشهر لاستعادة السيطرة على مناطق في شمال العراق، تحاول القوات الحكومية تنفيذ عملية لاستعادة السيطرة على مناطق بينها تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، شمال بغداد. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش ان «القوات العراقية بمساندة مسلحين موالين للحكومة ومروحيات الجيش، بدأت عملية واسعة لاستعادة السيطرة على تكريت». واضاف ان «العملية بدأت انطلاقاً من بلدة العوجة ومنطقة شجرة الدر، جنوب غربي تكريت ومنطقة الديوم غرب» المدينة. ويعد الهجوم واحداً من سلسلة عمليات نفذتها القوات العراقية في الاسابيع الماضية بهدف استعادة تكريت التي سقطت في يد المسلحين منذ 11 حزيران (يونيو) الماضي. فقد نفذت قوات عراقية خاصة عملية انزال في 26 من حزيران (يونيو) الماضي، في جامعة تكريت (160 كلم شمال بغداد) واشتبكت مع مسلحين فيها قبل ان تسيطر على الجامعة. اعقب ذلك هجوم واسع شنته قوات حكومية لاستعادة السيطرة على المدينة، استمر عدة ايام انسحبت بعدها منتصف تموز (يوليو)، على رغم تمكنها من السيطرة على مناطق مهمة في تكريت. وأعلنت قيادة العمليات في صلاح الدين «تحرير ثلاثة احياء وسط تكريت بعد ساعات على انطلاق الحملة المكثفة من ثلاثة محاور». واكد قائد العمليات الفريق علي الفريجي أن «القوات الامنية تمكنت من تحرير احياء الزهور وشارعي الاطباء والاربعين وسط قضاء تكريت من عناصر تنظيم داعش الارهابي بعد ساعات قليلة من انطلاق العملية العسكرية»، مؤكداً قتل «عدد كبير من عناصر داعش». وأضاف أن «اشتباكات عنيفة ما زالت تدور لتحرير احياء اخرى من سيطرة العصابات». وأوضح ان «عملية التحرير تمت بالتنسيق بين وزارتي الداخلية والدفاع وفصائل الحشد الشعبي مسنودة بطيران الجيش». واشار الى مقتل 23 عنصراً من تنظيم» داعش» وتدمير تسع عربات رباعية الدفع بقصف جوي، لإفشال مخطط لاقتحام مدينة الضلوعية. من جهته، اعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا ان «القوات الامنية احكمت السيطرة على مبنى جامعة تكريت وهي تمسك الارض في منطقة العوجة القديمة». لكن ضابطاً في غرفة العمليات قال ل «رويترز» إن «القوات العراقية أوقفت تقدمها في مواجهة مقاومة شرسة من مقاتلي الدولة الإسلامية. بعدما تعرضت لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف الهاون، في حين أن الألغام المزروعة على الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت الجهود للإقتراب من المدينة». وقال سكان في وسط تكريت، عبر الهاتف، إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» يسيطرون على مواقعهم وينظمون دوريات في الشوارع الرئيسية. من جهة أخرى، قتل 4 أشخاص وأصيب 8 جراء سقوط قذائف هاون شمال بغداد، كما قتل شخصان وأصيب 9 بانفجار عبوة ناسفة وسط سوق شعبية في حي الدورة.