انتشرت في السنوات القليلة الماضية عادة شرب ماء جوز الهند، إلى درجة أنه أصبح الشراب المفضل لدى الرياضيين وبعض المشاهير، مثل ديمي مور، وريهانا، وانتوني كيدز، ومادونا. وفي البرازيل يعتبر ماء جوز الهند أحد أشهر المشروبات ويلقى رواجاً في الأماكن الشعبية. ويقول عنه مروجوه بأنه "منجم" غذائي مفيد للصحة. فما هو وجه الحقيقة؟ إن ماء جوز الهند هو السائل الآتي من قلب ثمرة جوز الهند، وإذا حاولنا أن نغوص في بحر هذا السائل الغذائي، فإننا نجد الآتي: - فقير بالطاقة، فكل 100 ميلليليتر منه تعطي 17 سعرة حرارية، من هنا يوصى به للبدناء والذين يرغبون في الحفاظ على أوزانهم. - فقير بالسكر، فكل 100 ميلليليتر لا تعطي سوى 2,6 غرام، لذا لا يوجد ما يمنع السكريين ومتابعي أنظمة تخسيس الوزن من اعتماده في وجباتهم. - يحتوي على كمية ضحلة للغاية من المواد الدسمة، وهو خال كلياً من الكوليسترول، من هنا باستطاعة كل من يعاني مشاكل في شحوم الدم أن يرحب به على مائدته. - يحتوي على معادن مهمة، أبرزها البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيزيوم، فهذا الثلاثي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن القلوي- الحامضي في الدم. وإلى جانب هذه المعادن هناك أخرى لا تقل أهمية، هي الحديد، والزنك، والفوسفور، والكبريت، والبورون، والسيلينيوم. ويحتل البوتاسيوم رأس قائمة المعادن في ماء جوز الهند، إذ يحتوى كل 100 ميلليلتر منه على حوالى 200 ميلليغرام من البوتاسيوم، وهي كمية لا بأس بها تساهم في حماية الجسم من مرض ارتفاع ضغط الدم. - يحتوي على فيتامينات المجموعة ب (ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ب9، ب12). وهي فيتامينات مهمة تلعب أدوراً كثيرة، خصوصاً على الصعيد الاستقلابي. - توجد فيه مركبات السايتوكينات والأوكسينات، وهي مجموعة من الهورمونات التي تساعد الجسم على تنظيم نمو الخلايا وتقويتها. - يضم عدداً من مضادات الأكسدة المفيدة في محاربة الجذور الكيماوية الحرة التي تقف وراء بعض الأمراض المرتبطة بتقدم العمر. ولفتت دراسة فيليبينية إلى أن شراب ماء جوز الهند مفيد للهضم وصحة المثانة، ويقي من حصى الكلية، ويعمل كمسهل طبيعي للجسم. هذا على الصعيد العملي، أما على الصعيد الدعائي فيقال عن شراب ماء جوز الهند الكثير الكثير، فهو يبطئ الشيخوخة، ويضفي النعومة على البشرة، ويشفي من حب الشباب، ويكافح السيلوليت، ويزيل الكلف، ويداوي الإكزيما، ويعالج تشققات الجلد، ويقوي الدورة الدموية، ويقلل من خطر السكتات القلبية والدماغية. لكن مهلاً، إنها مجرد ادعاءات لم تؤكدها دراسات علمية موثقة. لا شك في أن ماء جوز الهند قليل السعرات، فقير بالسكريات، شحيح بالمواد الدسمة، خال من الكوليسترول، غني بمعدن البوتاسيوم، ولا يحتوي على إضافات غير طبيعية ولا محليات اصطناعية، وهي كلها نقاط إيجابية، لكنه يبقى شراباً غير غني بالمواد الغذائية والصحية ذات الأهمية القصوى للجسم. ومن ناحية أخرى، يجب ألا نخلط بين ماء جوز الهند الشفاف وحليب جوز الهند الأبيض الكثيف، فشتّان ما بين الاثنين.