تحاول المرأة، كما يحاول الرجل ربما، جعل العلاقة بينهما في تمام عفوها وعافيتها قدر الإمكان، لهذا يحاول كلاهما ترصد "قلب" هذه العلاقة وإنعاشه كلما دهمه "الموت". في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذي لا يخلو من الحب والمحبين، يبدو واضحاً أن الفتور الذي يصيب العلاقة بين الرجل والمرأة ويصب جامَ برودته عليها، لا يزال سؤال في طور الإجابة عنه: لماذا يبرد الحب بين اثنين؟ هذا السؤال القصير تحول إلى "هشتاق" طويل ليلة عيد الأضحى الثالثة أول من أمس (السبت)، لم تتوقف فيه التغريدات منذ انطلاقه، وإلى ما بعد مرور 24 ساعة على ذلك. "لأنهم يتركون الباب مفتوحاً لشتاء المشاعر، يُسرب لهم ريح الجفاء، يُجردهم من معاطف الاحتواء، ويُمطرهم بالإهمال"، هكذا فسرت "إحساس" (861 متابعاً)، البرود الذي قد يصيب العلاقة العاطفية. فيما اعتبر الزميل الإعلامي خالد الباتلي (123 ألف متابع)، أن اطمئنان طرف بأن الطرف الآخر لن يتغير عليه هو سبب ذلك البرود، وأضاف مفسراً أيضاً: "لأنه بدأ ساخناً أكثر مما يجب"، قاصداً الحب، ومعتبراً أن حلاوته تكمن في مده وجزره "حينها تحدث الجاذبية". وقال خالد العمار (35 ألف متابع) مجيباً على السؤال ذاته في تغريدة: "عندما يتخلى أحدهم عن حراسة السعادة في قلب حبيبه، وعندما يتخلى أحدهم عن زراعة البسمة في ثغر حبيبه". أما "لوردلي" (30 ألف متابع)، فأشار إلى أن "الإهمال" هو من يقف وراء فتور العلاقة. وحمّل المهندس في شركة بترول كويتية عبدالله بوعيدا (25724 متابعاً) الرجل المسؤولية، وقال: "لأن الرجل بطبعه يتغير بعد الوصول إلى قلب المرأة وضمانه". في حين رفضت فاتن الحربي (3704 متابعين) السؤال برمته، فالحب في اعتقادها لا يبرد ولا يموت، وأن ما يحدث هو مجرد مشاعر بسيطة يتسرع البعض أحياناً ويسميها "حب". وأرفق الزميل هاني الظاهري صورة ضوئية لموضوع عن دراسة علمية، نُشر في موقع أريبيان بزنس، مع تغريدته التي كتب فيها: "العلم يقول لكم إن "الحب" أكبر مقلب "هرموني" في تاريخ البشرية". وبحسب "أريبيان بزنس"، فإن الدراسة تقول "إن الشعور بالحب لا يدوم أكثر من 3 سنوات، وأن تسارع دقات القلب والإحساس بالتحليق عالياً في السماء وما يصاحبه من سعادة لا توصف ليست سوى أعراض جسدية ونفسية طبيعية ناتجة من زيادة في إفراز بعض هرمونات المخ، التي تخف مع الزمن لتصاب العلاقة بالفتور، وتبدأ مواويل الملل واكتشاف العيوب والندم أيضاً". ووفقاً لصحيفة الأنباء الكويتية، كما نشرت "أريبيان بزنس"، تقول المتخصصة في طب الأعصاب والبيولوجيا والباحثة في المركز الفرنسي للبحث العلمي لوسي فانسون في كتابها "كيف يحدث الحب": "إن الحب ليس سوى نتيجة لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة، وهي هرمونات (الفيرومون، والدوبامين، والاندروفين، والأوسيتوسين)، التي تجتمع كلها لهدف بيولوجي يدخل في إطار السعي إلى البقاء". وتعتقد فانسون "أن المخ المتحكم الرئيس في الحب، لكن مفعول هذا الكوكتيل السحري لا يستمر فترة طويلة، بل يعيش فترة محددة تختلف من شخص إلى آخر، لكنها لا تتعدى السنوات الثلاث في أحسن الحالات، إذ يخف إفراز هذه الهرمونات شيئاً فشيئاً".