يمكن اعتبار الحاج الباكستاني سليم أحمد باري الذي يعيش في آخر العقد السادس من العمر، رب أكبر أسرة تعيش هذه الأيام في المشاعر المقدسة، إذ يرافقه أبناؤه البالغ عددهم 20 رجلاً. ويتمدد سليم أحمد باري باكستاني الجنسية (68 عاماً) وسط أبنائه ال20 في أجواء عائلية لا مثيل لها بين أكثر من مليوني حاج، متنقلين بين أشجار عرفات، وأرصفة منى، متراصين جنباً لجنب كأنهم جسد واحد لا 20 جسداً وهيئة. وحضر سليم باري، هو وأبناؤه ال20 جميعاً إلى عرفة لأداء الفريضة بطريقة مخالفة لأنظمة وقوانين الحج، إذ قدموا إلى المشاعر عبر السيارات، والأقدام إذا ما صادفوا نقاط التفتيش. ويوضح باري ل «الحياة» أن مجيئه وأبنائه سيراً على الاقدام دفعة واحدة كان أمراً صعباً وقراراً مصيرياً، وذلك خوفاً من أن تقبض عليهم السلطات السعودية معاً في آن واحد، ولم يعد هناك ذكور يعولون أسرتهم، لكنه أوجد طريقة مع أحد أبنائه لتسهيل أمور حجهم. ويتحدث الحاج الباكستاني عن خطة دخوله وأبنائه للمشاعر المقدسة، بالقول «يعمل أبنائي في مدينة جدة، وكنا نريد الذهاب إلى الحج العام الماضي، ولكننا خشينا من أن يتم القبض علينا جميعاً دفعة واحدة لذلك قام ابني القاسم بالذهاب إلى الحج بمفرده حتى يرى الطريقة التي يمكننا من خلالها أداء الفريضة ويتعرف على مواقع المشاعر وطرقها لأنه لم يسبق لنا أداء الحج، كما أننا توكلنا على الله جميعاً، وكان بعضنا يطمئن الآخر». وينعم سليم بخدمة متميزة تعادل الخدمات التي تقدم للشخصيات المهمة، إذ يقوم أبناؤه ال 20 بخدمة والدهم وتقديم الرعاية التامة له، فعند وقوفك أمام مفرشهم تلمح باري نائماً في حضن أحد أبنائه تارة، وينقلب على الآخر تارة أخرى، كما يقوم أحدهم بفرك رأسه، بينما يقوم الآخر بتدليك قدميه، ويتناوب أبناؤه على ذلك طيلة جلوسهم مع أبيهم. وعند سؤاله عن عدد زوجاته اللائي أنجبن أبناءه ال 20، يجيب «أنا زوج لثلاث نساء، وجميعهن من بنات عمومتي ولم يكن الزواج مكلفاً علي، كما أنني تزوجت الأولى وأنا في سن المراهقة حين كان عمره لا يتجاوز 13 عاماً».