فريق عمل «الحياة» المنتدب لتغطية فعاليات موسم حج العام 1431 ه، ليس كسائر بعثاتها الصحافية، إذ حوى تنوعاً في قدرات وإمكانات أفراده، ما أسهم – إلى جانب عملية التخطيط المدروس – في فوز الصحيفة بجائزة وزارة الحج لأفضل تغطية صحافية.ويبدو أن موازنة البعثة التي ترأسها الزميل فهد الغامدي بين إمكانات الزملاء أتى أكله خصوصاً تفريغ الزملاء محمد سعود وحسام الغيلاني وعبدالعزيز النبط وعبدالمحصي الشيخ لكتابة القصص الخبرية «الفيتشر»، بينما تصدى للجوانب الخبرية الزملاء أحمد آل عثمان وبدر محفوظ وأحمد العمري وعايض عمران وأحمد الأحمدي. ودارت رحى منافسة شريفة بين المصورين الزميلين أحمد طاحون وأحمد الغامدي. وما أن يطلع الفجر حتى يبدأ رئيس البعثة لتحريك أعضاء الفريق، الذي اعتاد على التفنن في إيقاظهم. وبعد تناول الإفطار، يبدأ اليوم المهني داخل المشاعر المقدسة بعقد اجتماع ترسم خلاله خطة العمل اليومية، بعد مطالعة ابرز إيجابيات وسلبيات التغطية الصحافية لليوم السابق. وفيما ألف صحافيو «الحياة» المنتدبون من مختلف أرجاء المملكة تمشيط جنبات المشاعر المقدسة جيئة وذهاباً سيراً على الأقدام، بحثاً عن معلومة، أو خبر يحصلون عليه، على رغم اختطاف غالبيتهم لحظات للراحة بالجلوس على حواف المخيمات، كان أبناء مكةالمكرمة (عبدالمحصي الشيخ، بدر محفوظ، وأحمد طاحون) بمنأى عن صعوبات النقل، إذ تناوبوا على قيادة الدراجات النارية التابعة للصحيفة، لأن قيادتها بسلاسة داخل المشاعر المقدسة إبان موسم الحج تعد أمراً غاية في الصعوبة على الذين لم يعتادوا السياقة في مساحة ضيقة بين أكوام البشر والحديد المتراصة مسافات طويلة. وفي المشاعر المقدسة تفتح البعثة خطاً ساخناً مع المركزين الرئيسي في الرياض والإقليمي في جدة لمتابعة آخر التطورات، وتنفيذ التكليفات. وخلقت البعثة جواً أخوياً أنسى أعضاء الفريق المنتدب مشقة العمل المضني، ودفعهم إلى جانب روح التنافس الشريفة في إعداد مزيد من المواد الصحافية المتنوعة والمثيرة، التي عكست أبرز الجوانب المهمة في الموسم الديني الذي يستقطب الملايين. ولأن الانتداب إلى المشاعر المقدسة هو الأول من نوعه بالنسبة للزملاء الغيلاني والعمري وعمران، تكفل رئيس البعثة مرافقتهم إلى الميدان في الأيام الأولى قبل أن يترك لهم حرية التنقل فرادى بين المشاعر المقدسة بعد ان زالت عن بعضهم هواجس التخوف من تغطية هذا الحشد البشري الهائل. وما إن يرخي الليل سدوله، حتى ينهي أعضاء فريق «الحياة» مهمات عملهم، ويبدأون جولات ليلية، قبل العودة إلى مخيمهم ليتداولوا حصيلتهم من المعلومات والأخبار والمشاهدات. وكانت أبرز سمات حج 1431ه القلق من هاجس وباء أنفلونزا الخنازير الذي استشرى في مختلف أصقاع المعمورة ولم يكن الصحافيون المنتدبون إلى المشاعر المقدسة بمنأى عن تلك الهواجس. على رغم أن «الحياة» تكفلت بالتعاون مع وزارة الصحة بتوفير لقاحات لأفراد بعثتها، إلا أن نقاشات لم تخل من التعليقات والمزاح، خصوصاً إذا عطس أحدهم أو سعل آخر.