تونس - رويترز - وجهت وسائل إعلام محلية في تونس انتقادات لاذعة إلى قناة «الجزيرة» ودولة قطر المالكة للقناة متهمة كليهما ب «الظلامية» والسعي إلى «وأد كل مظاهر التحديث في العالم العربي» والترويج ل «نظام إسلامي متشدد على غرار نظام طالبان». وبدأت الحملة هذا الأسبوع ببرنامج تلفزيوني بثته قناة «هنيبعل» الخاصة قبل أن تواصل أمس صحف خاصة ينظر إليها على أنها قريبة من الحكومة، هجوماً شديداً على «الجزيرة» وقطر. واستضاف برنامج في قناة «هنيبعل» صحافيين من تونس ومصر ولبنان اتهموا خلاله قناة «الجزيرة» بأنها تابعة للتنظيم العالمي لجماعة «الإخوان المسلمين»، وانها تقوم بدور دولة ولا تروج إلا لمشروع طالبان المتشدد. وسبق لوسائل الإعلام في تونس ان انتقدت «الجزيرة» بسبب برامج وأخبار عن تونس، لكن الانتقادات لم تصل إلى هذه الحدة من حيث توجيه الاتهامات التي شملت الديوان الأميري في قطر. وقالت صحيفة «الحدث اليوم» إن «قناة الجزيرة أسستها العائلة المالكة في قطر لضرب إخوانها العرب، وتدفع من أجل ذلك مئات البلايين لتشغيلها ولاستئجار الأقمار الاصطناعية وفتح مكاتب في مختلف أنحاء العالم». أما الصحافي عبدالحميد الرياحي، فقال في تصريحات لبرنامج «الرابعة» في تلفزيون «هنيبعل» إن «من يحرك الجزيرة يريد إطفاء كل نموذج إصلاحي تحديثي... يريدون تثبيت نموذج طالبان في المنطقة». وعبر عن استغرابه من تركيز «الجزيرة» على تضخيم أحداث عادية جداً في بلدان مثل تونس ومصر، وغض النظر عن أحداث مهمة في قطر. وتساءل: «لماذا لا تبث الجزيرة مثلاً أخباراً عن تجريد نحو ستة آلاف قطري من الجنسية القطرية في بلد يمنع فيه قيام الأحزاب السياسية أصلاً»؟ أما الصحافي المصري مجدي الدقاق الذي شارك في البرنامج، فرأى أن «هناك جبهتين في العالم الإسلامي، الأولى تحديثية تضم عدداً من البلدان بينها لبنان ومصر وتونس، وجبهة أخرى تشد إلى عصر الخلافة القبلية تقوده الجزيرة وقطر». واستبعد الكاتب برهان بسيس في معرض تعليقه الانتقادات، وقوف جهات رسمية وراء هذا «الجدل». وقال إن «من المبالغة القول بأن الحكومة في تونس تقود هذه الحملة». وأثارت تغطية «الجزيرة» التي بدأت بثها في منتصف التسعينات احتجاجات كثير من البلدان العربية مثل السعودية ومصر والأردن وتونس. وكانت تونس أغلقت سفارتها في قطر في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 احتجاجاً على بث «الجزيرة» تصريحات للمعارض التونسي المنصف المرزوقي دعا فيها إلى عصيان مدني سلمي في تونس، لكنها أعادت بعد قطيعة ديبلوماسية استمرت عامين تعيين سفير لها في قطر.