أعاد مهرجان «الدوخلة التراثي»، الحاضرين في حفلة تدشين فعالياته مساء أمس، تسعة عقود إلى الوراء، مستعيداً من خلال أوبريت «ترانيم الطين والبحر»، جانباً من أحداث ما يُعرف ب «سنة الطبعة»، حين هبت عاصفة شديدة، هاج البحر معها، وزمجرت الريح، وتلاطمت الأمواج. واستمر غضب الطبيعة نصف ساعة، كانت كافية لتدمير الكثير من السفن في منطقة الخليج العربي، وقتل المئات من البحارة. ودشن محافظ القطيف عبدالله العثمان، فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان، الذي تقيمه لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس، برعاية إعلامية من «الحياة». فيما سيكون الافتتاح الشعبي اليوم (الجمعة)، ويتواصل منذ ساعات الصباح الأولى، بالإفطار الشعبي، ورمي «الدواخل» في البحر، وهي أوعية من الخوص، مزروعاً فيها نباتات سريعة النمو، مثل الشعير والقمح. فيما يردد الأطفال أهازيج شعبية، وهم يلقون بها في مياه البحر. وقال المؤرخ علي الدرورة، في كلمة ألقاها نيابة عن لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس: «إن الحضور الكثيف المتزايد سنوياً، يدفعنا لتقديم الأفضل. فيما يشكل دعم الجهات أساساً لانطلاقة المهرجان واستمراره». وأضاف أن «الأهالي يطالبون بتثبيت القرية الشعبية، وتشييد بناء ثابت، وتوفير الموارد المالية المستعملة في إنشاء الأبنية الموقتة سنوياً، وبذلك تضحي القرية الشعبية معلماً سياحياً، يرتاده الزوار على مدار العام». كما دعا إلى «سرعة إنجاز كورنيش سنابس، الذي سيكون متنفساً للأهالي». بدوره، قال المدير العام للشؤون الفنية في بلدية محافظة القطيف المهندس شفيق آل سيف، في كلمته: «إن البلدية خصصت مخططاً تنظيمياً، يحوي ميداناً للاحتفالات على ساحل بلدة سنابس في جزيرة تاروت. وهو الموقع الذي يقام فيه مهرجان الدوخلة، على مساحة 40 ألف متر مربع»، لافتاً إلى أنه تم «اعتماد مساحة 6800 متر مربع، لاستثمارها قريةً شعبية وتراثية، ضمن المنطقة الترفيهية في ساحة الاحتفالات». وأضاف آل سيف: «أنهت البلدية البُنى التحتية في واجهة سنابس البحرية، وتشمل أعمال السفلتة، وطريقاً مؤدياً إلى ساحة الاحتفالات، وكذلك إمداد الموقع بالكهرباء، وتركيب أعمدة الإنارة في كل الموقع». وذكر أن «موقع القرية الشعبية في المهرجان، لن يُزال، وسيبقى ثابتاً»، وهو ما كان يطالب به القائمون على المهرجان. وحول فكرة الأوبريت لهذا العام، قال مخرجه ياسر الحسن، ل«الحياة»: «يتحدث الأوبريت عن الوطن بطريقة مسرحية، مقتبسة من مسرحية «مريم وتعود الحكاية»، التي كانت تتحدث عن سنة الطبعة. ويتمحور الأوبريت حول صراع الآباء والأجداد في السابق، مع محيطهم وإرادتهم، وميزة الطيبة والوفاء بينهم، وهو ما يعطي الوطن زخمه، فهناك رجال صارعوا وجعلونا كما نحن عليه الآن». وشارك في الأوبريت 10 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 سنة. وأضاف الحسن: «كانت افتتاحية الأوبريت حول سنة الطبعة (1344/1925)، حين كان البحارة يدخلون البحر لأشهر، وفيما كانوا ينتظرون إشارة انتهاء موسم الغوص، باغت الخليج العربي إعصار شديد، أغرق السفن، وتوفي فيه مئات الأشخاص. وكانت واحدة من مصائب الخليج»، لافتاً إلى أن الفكرة «ليست جديدة على المسرح، أو الفن بشكل عام، فالكثير من الأعمال تناولت هذه الأحداث. لأنها علامة فارقة في تاريخنا، ولخلق ذاكرة للأجيال المقبلة أيضاً».