بعد أكثر من ربع قرن على انفراد الشباب السعودي بخدمة حجاج بيت الله الحرام، دخلت المرأة السعودية إلى المشاعر المقدسة ليس لأداء فريضة الحج وإنما من أجل «ضبط الأمن» و«الصحة» وغيرهما من المهام التي قد تسند إليها. وتعد تجربة العمل للفتيات السعوديات في الحج ثرية سواء في ما يتعلق بالنواحي العملية أو من خلال تقديم الخدمات الطبية والمساعدة على علاج الحجاج المصابين بالأمراض المختلفة. ويعتبر الحضور غير المسبوق للعناصر النسائية المشاركة ضمن طواقم العمل الميداني لتنفيذ خطة شاملة لدى المؤسسات الحكومية والمدنية في السعودية لزيادة تمكين المرأة وتوظيف طاقاتها ضمن مجالات العمل المختلفة، إذ يصل إجمالي العاملات في الموسم الحالي قرابة 20 ألف فتاة سعودية منتشرات في المشاعر المقدسة. وتحدثت ممرضة (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى «الحياة» عن أنها منذ التحاقها بمهنة الطب ترغب في المشاركة في خدمة الحجاج في المشاعر المقدسة لكن لم تتح له الفرصة حتى الآن، مشيرة إلى أن العمل في مناسبات كبيرة ومن خلال ساعات متواصلة سيكسبهن الكثير من الخبرات، إضافة إلى طريقة التعامل مع ثقافات مختلفة. وأوضح المتحدث الرسمي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل «الحياة» أن الفتيات السعوديات العاملات بوزارة الصحة المكلفات في موسم الحج تقدر نسبتهن ب 23 في المئة من إجمالي العاملين في القطاع الصحي بالحج. وتستحوذ وزارة الصحة على النسبة الأكبر من السعوديات العاملات في الحج هذا العام. وأكد أن هذه النسبة الكبيرة تتوزع مهامها في التمريض وغيره من التخصصات الأخرى، مبيناً أنه إلى جانب تولي السيدات مهام قيادية ضمن سلم الوزارة، فإن هناك الآلاف يعملن كطبيبات وممرضات، ومشرفات ومساعدات، في المقابل استعانت الجهات الأمنية سواء الجوازات أو الشرطة بعدد من العناصر النسائية، لضبط الأمن وأداء مهمات مختلفة، إذ يشهد ازدياداً في كل عام . وبحسب مصدر أمني تحدث إلى «الحياة»، فإن العناصر النسائية تشارك في التحريات والبحث الجنائي، وفي مراكز الشرطة المنتشرة في المشاعر المقدسة وفي الأماكن التي تكون فيها كثافة نسائية عالية، وهن يعملن لضبط عمليات النشل في الأماكن النسائية ومفتشات في نقاط ومداخل تفتيش المشاعر ومرافقات للمتهمات، وتقتصر مهامهن العملية على التحقيق مع السيدات أو تفتيشهن، أو التعامل معهن إذا اقتضى الأمر للحفاظ على خصوصية المرأة الدينية والشرعية والتقاليد. وفي المسجد الحرام، أكد المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي احمد المنصوري ل «الحياة» أن أكثر من 680 فتاة سعودية يعملن ما بين الإرشاد والهيئة لمنع المخالفات، إضافة إلى موظفات يعملن في ساحات المسجد الحرام. وأفاد بأن هؤلاء السيدات يعملن هذا العام لتنظيم أداء الفريضة والإشراف عليها من مواقع مختلفة، وتتضمن مهامهن الإشراف والتوعية والإرشاد والرقابة، بعد أن تم تأهيلهن وتدريبهن.