ما زالت عجلة الدراما السورية متعثرة، نتيجة الأحداث المتلاحقة سياسياً وعسكرياً، على عكس التقارير الصحافية المتزايدة التي يطلقها بعض الصحافيين السوريين هنا وهناك، والتي تؤكد في معظمها أن الدراما السورية تتحضر لموسم 2013 بأكثر من 25 عملاً. فعلى أرض الواقع وبعد مرور ما يقارب ثلاثة أشهر على انتهاء الموسم الماضي، لم تدر الكاميرا الدرامية السورية سوى في ثلاثة أعمال، أحدها أجّل إلى أجل غير مسمى بعد تصوير عدد من مشاهده مع انطلاق الموسم، فيما تستمر كاميرا الاثنين الآخرين بالدوران ضمن ظروف صعبة، أما عن العناوين الأخرى التي أطلقها بعض الدراميين فبدأت بالتأجيل والإلغاء. تشير الأخبار الواردة من شركة «ميراج» التي بدأت في رمضان الماضي تصوير مسلسل «العشق الإلهي» من بطولة نشرين طافش وإخراج زهير قنوع عن حياة الزاهدة المتصوفة رابعة العدوية، إلى أن مصير العمل أصبح في حكم المجهول بعد الأحداث الداخلية، بخاصة أنه يتطلب مواقع تصوير خارجية كثيرة. وعلى رغم تداول بعض التقارير الصحافية خبر نقل مواقع التصوير إلى مصر، فالأكيد أن هذه الخطوة غير ممكنة في الوقت الحالي، ويبحث القائمون عن العمل على مكان بديل لتصويره قد يكون المغرب، ولكن النتيجة تأجيل العمل إلى أجل غير مسمى. في المقابل يتداول الوسط الفني أخبار تأجيل عدد آخر من الأعمال، أبرزها «باب الحارة 6» للأخوين الملا و«حياة مالحة» للمخرجة رشا شربتجي والكاتب فؤاد حميرة، و«حكايا النصف الآخر» للمخرج عامر فهد. وإضافة إلى التأجيل بدأ بعض الشركات إلغاء أعماله، مثل مسلسل «ثنائيات الكرز» للمخرج عمار رضوان وبطولة سلوم حداد، وإنتاج «ايديا/ايفكو»، الذي أصبح في حكم الملغى، نتيجة صعوبة ايجاد مواقع تصوير آمنة، بخاصة أن السيناريو الذي كتبه محمد ماشطة يتنقل بين محافظات سورية التي تشهد توترات أمنية. ويبقى على قائمة الدراما السورية عملان فقط. الأول هو مسلسل البيئة الشامية «ياسمين عتيق» للمخرج المثنى الصبح، وتأليف رضوان شبلي وبطولة سلاف فواخرجي وغسان مسعود، الذي انطلق تصويره قبل شهر. والثاني مسلسل «روزنامة» للمخرج وسيم السيد، وتأليف سيف رضا حامد، الذي انطلق تصويره قبل أيام، وتدور أحداثه داخل جامعة في شكل كامل لتجاوز المشاكل الأمنية في العاصمة دمشق. ويتألف هذا العمل من ثلاثين حلقة مدة الواحدة نصف ساعة. وسيستمر تصويره لشهر بحسب الجهة المنتجة، علماً ان إنتاجه يأتي بدعم من مجلس الشباب السوري، ورئاسة جامعة دمشق، ونقابة الفنّانين السوريين، وذلك لتغطية عزوف شركات الإنتاج السورية المترقبة والمترددة عن الانطلاق في تصوير أعمالها التي أعلنتها سابقاً. ويغوص العمل (وفق البيان الصادر من المكتب الإعلامي للعمل) في «عوالم مجموعة من الطلبة الجامعيين الذين يمرّون خلال «روزنامة» الفصل الدراسي بأحداث ومواقف تضعهم في مواجهة ذواتهم وبعضهم بعضاً، ليظهر حرم كلية الآداب كمجتمع متكامل بأطياف وأنماط ومستويات عدة أكثر من كونه مجرّد مكان للتحصيل العلمي.