على رغم الأحداث الداخلية العاصفة في الداخل السوري، لم توقف الدراما السورية عجلتها عن الدوران، إذ انطلق منتصف الشهر الماضي تصوير مسلسل «العشق الإلهي»، ليكون حاضراً في موسم 2013. ويتطرق المسلسل للسيرة الذاتية ل «رابعة العدوية»، المرأة المتصوفة التي سلكت طريقاً وعراً في دروبها إلى الله، وتجسد دور البطولة فيه النجمة السورية نسرين طافش، التي تتصدى للإنتاج أيضاً عبر شركتها «ميراج». واعتبرت طافش أن العمل بمثابة تحدٍّ جديد، بخاصة أن الشخصية التي تجسدها لم تتطرق الدراما إليها سوى مرة واحدة عبر فيلم سينمائي (1963) قوبل بنقد لاذع من النقاد والمشاهدين، بخاصة أن العدوية شخصية إشكالية. ويجسد النجم مصطفى الخاني شخصية «النبي سيس»، ما يعيد الخاني إلى الأعمال التاريخية، بعد نجاحه فيها في أدوار أبرزها «جحدر» في الزير سالم، فيما تجسد نسرين الحكيم شخصية «سلامة»، وقالت عن هذه المشاركة ل «الحياة»: «هذه الشخصية تحمّلني مسؤولية من العيار الثقيل، وخصوصاً أنها اشتُهرت عبر التاريخ، فضلاً عن أن السيدة أم كلثوم أدت شخصيتها في وقت سابق، وهي تحمل الكثير من التناقضات الإنسانية والعاطفية، وتبدأ في عملنا هذا في مرحلة العشرينات من العمر وتنتهي بحدود الثمانين منه». وتجسد الشابة رغد مخلوف شخصية وطفاء، الصديقة المقربة من رابعة، والتي ترافقها حتى آخر حياتها. وفي البطولة يأتي أيضاً مرح جبر بدور لؤلؤة، ميلاد يوسف بدور إسماعيل المروزي والد رابعة، ديمة الجندي بدور درة والدة رابعة، نجاح سفكوني بدور حسن المراكبي. ومن النجوم العرب المتوقع مشاركتهم من لبنان: رفيق علي أحمد بدور المقنع الخراساني، باسم مغنية بدور شهر، طوني عيسى بدور ميسان، باميلا الكيك بدور حبابة، ومن مصر منى عبد الغني بدور حيونة. وتبقى مشاركة النجم جمال سليمان في دور «الإمام الحسن البصري» معلَّقةً، بخاصة بعد التصريحات الأخيرة في «الحياة» وفي قناتي «العربية» و«المشرق» في الأسابيع الأخيرة، والتي تنتقد النظام السوري ونهجه في قمع التظاهرات السلمية. على صعيد آخر، أنهى الموسيقار طاهر مامللي المرحلة الأولى لمقامات العشق، واعتمد روح العصر الذي عاشت فيه رابعة العدوية، مبرزاً تأثير الموسيقى الفارسية، اذ كانت البصرة منارة الفن والثقافة والعلوم والشعر والتجارة. ولن تؤدي طافش الأغاني التي كتبها الشاعر يوسف طافش، رغم امتلاكها صوتاً ملائماً، وقالت في بيان صادر عن شركة الإنتاج عن سبب رفضها الغناء في العمل: «لا نتكلم عن صوت جميل وحسب، بل نتكلم عن صوت قلَّ مثيله، وكان لا بد أن أكون واضحة مع نفسي لما فيه مصلحة العمل، فصوتي جميل لكنه ليس صوتاً استثنائيَّ المقدرة، لذا كان لا بد أن أتنحى عن هذه المهمة وأطلب من الموسيقار طاهر مامللي، الذي أثق به كل الثقة، أن ينتقي صوتاً على مقدار عال من الإحساس والمقدرة للتصدي لأغاني رابعة العدوية». يُذكر أن العمل الذي بدأ تصويره في دمشق، سينتقل قريباً إلى المغرب لاستكمال التصوير، ويتولى الإخراج السوري زهير قنوع، فيما كتب السيناريو عثمان جحا، وقام بالمعالجة الدرامية والمراجعة التاريخية أحمد المفتي. وبذلك يكون «العشق الإلهي» أول أعمال الدراما السورية للموسم المقبل، ويتوقع أن تبدأ بعض الشركات الإنتاجية قريباً تصوير أعمال عدة، أبرزها «ياسمين عتيق» للمخرج المثنى الصبح وتأليف رضوان شبلي وإنتاج سورية الدولية، و«ثنائيات الكرز» للكاتب عبد اللطيف ماشطة وإنتاج شركتي «إيفكو» و«إيديا».