رفضت مصادر إيرانية مطلعة التعليق علي معلومات عن موافقة مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، على السماح بإجراء اتصالات مع الجانب الأميركي للتنسيق في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأكدت المصادر أن طهران لن «تدخر جهداً إذا كان ذلك يصب في مصلحة العراق حتي وإن كان عبر الحوار مع الجانب الأميركي كما حدث العام 2007»، وأن أي اتصال بين الطرفين «يتم بعد التشاور مع الجانب العراقي وبمشاركته» . وكان تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أكد أمس، أن ضباطاً إيرانيين التقوا نظراءهم الأميركيين في إقليم كردستان للتنسيق في مواجهة «داعش»، بعد تحرير مدينة آمرلي، وأن اللقاء تم بموافقة خامنئي. وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، الذي رأس وفد بلاده خلال اجتماع مع الوفد أميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز، أكد عدم وجود مؤشرات في الوقت الحاضر تدفع طهران إلى التعاون مع واشنطن في مواجهة «داعش»، لكن «هناك مصلحة مشتركة بين البلدين للقضاء علي هذا التنظيم». وقالت المصادر ل «الحياة» إن الوفد الإيراني في جنيف «لديه صلاحية مناقشة بعض الملفات الإقليمية مع الأميركيين، مثل مواجهة الإرهاب والملفين السوري والعراقي، إلا أنه غير مخول التوصل إلى اتفاق أو تفاهمات في المواضيع المطروحة»، مشيرة إلي أن التعليمات إلى الوفد «حصرت المحادثات في إطار معرفة كل طرف وجهة نظر الآخر في المواضيع ذات العلاقة من دون الموافقة على أي خطوة عملية». من جهة أخرى، شهد اليومان الماضيان تسريب صور لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في إحدي ضواحي آمرلي العراقية، ظهر في إحداها إلي جانب مقاتل عراقي من قوات «الحشد الشعبي»، وفي الثانية كان يؤدي الصلاة مع مجموعة من المقاتلين العراقيين. وكان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أكد وجود مستشارين إيرانيين في إقليم كردستان قدموا استشارات إلى المقاتلين الأكراد الذين يتصدون ل «داعش». على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، أن أتاوا ستنشر «عشرات» العسكريين في العراق «لتقديم الاستشارات والمساعدة». وأضاف أن هذا القرار اتخذ بالتنسيق مع الحكومة العراقية. أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقال إن باريس مستعدة للمشاركة في ائتلاف ضد التنظيم مع «احترام قواعد القانون الدولي»، مشترطاً وجود «إطار سياسي» يتمثل في حكومة عراقية جديدة. واستبعد أي عمل في سورية في الوقت الراهن. وليل أمس كذبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية موافقة ايران علي التعاون مع الولاياتالمتحدة في شان مواجهة «داعش» في العراق. وقالت «ان مواقفنا واضحة حيال هذا الامر ولاصحة لما نشرته البي بي سي من معلومات». وفي نيويورك أكد العراق ترحيبه بتشكيل التحالف لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش في رسالة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى رئيسة مجلس الأمن السفيرة الأميركية سامنثا باور نقلها السفير العراقي في الأممالمتحدة محمد علي الحكيم أمس. وشدد الحكيم بعد اجتماع مغلق مع باور على ضرورة «أن يكون للدول الإقليمية دور أيضاً في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية» مشيراً الى أن تنظيم داعش «ليس مشكلة عراقية وحسب» بل إقليمية ودولية. وقال الحكيم إنه أبلغ باور عن الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأولوياتها للمرحلة المقبلة. كما بحث معها في الاستعدادات الجارية في مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار حول محاربة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذي تعده الولاياتالمتحدة ويتوقع تبنيه في جلسة يترأسها الرئيس باراك أوباما في 25 ايلول (سبتمبر) الجاري. وأكد الحكيم على أهمية صدرو هذا القرار «الذي لن يكون متعلقاً بالعراق وحده بل بمواجهة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل عام» لجهة تمويلهم وحركتهم وانتقالهم عبر الحدود وبين الدول.