سرق حجاج قدموا إلى مكةالمكرمة أخيراً، لحظات من يومهم المزحوم بممارسة عدد من الشعائر الدينية، بهدف تقمص شخصية «رجل الصحراء» العربي، والاستمتاع بتجربة شرب حليب الإبل، يلوحون بسلاح «المقاطعة الموقتة» لطقوس اعتادوا عليها منذ زمن بعيد، مثل شرب «الشاي» و «القهوة». وليعيش الحجاج تفاصيل هذه التجربة، يجب عليهم أن يمروا بزيارة قصيرة لمسجد «الحديبية» الذي يقع في تسمى بمنطقة الشميسي وهي منطقة تبعد عن مكة ب 24 كيلو متراً، وهذا المسجد له مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، إذ شهد توقيع أول اتفاقية معاهدة بين الرسول الكريم محمد ومشركي قريش في العام السادس من الهجرة. هذه المكانة، شجعت شركات ومؤسسات الحج على تنظيم رحلات سياحية ذات طابع ديني إلى المسجد والمناطق القريبة منه، إذ يتضمن جدول الرحلة ضرورة التوقف في طريق العودة إلى مكةالمكرمة عند مواقع تنتشر فيها قطعان «الإبل» بكثرة على جانبي الطريق. وأمام ذلك، أصبح التوقف في هذه المواقع وشرب حليب الإبل يعد جزءاً لا يتجزأ من رحلة الحجاج لزيارة مسجد الحديبية، على رغم تحذيرات أمانة العاصمة المقدسة التي لم تفلح في كبح رغبة الحجاج في خوض هذه التجربة الفريدة بالنسبة لهم. هذه الرغبة وبحسب ما رصدته «الحياة» ميدانياً، أسهمت في زيادة نسبة إقبال الحجاج خصوصاً من دول جنوب شرق آسيا على مثل هذه المواقع، إذ تنفذ الزيارات يومياً مع مطلع الفجر وتستمر حتى غروب الشمس، لذا يحرص الباعة على الاستفادة مادياً من هذا الإقبال من طريق تقديم حليب الإبل بأسعار معقول لا تتجاوز 10 ريالات وعبر «الأواني العتيقة» أو من خلال تعبئة قنينة الماء بعد إفراغها، وبعيداً عن سعى الباعة إلى الكسب المادي، تخضع أمانة العاصمة المقدسة بحسب بيان صادر عنها في وقت سابق، الإبل القاطنة في هذه المواقع إلى الإشراف الوقائي، وتنفذ فرقها جولات ميدانية للكشف عليها وتطعيمها، ومنح السليمة منها شهادات تثبت خلوها من الأمراض، إضافة إلى التأكد من حصول جميع العاملين في هذا المجال على شهادات صحية تمكنهم من مزاولة العمل. وجهود الأمانة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك لتحذر في بيانها من اتجاه بعض ملاك الإبل إلى حقنها ببعض الحقن للمساعدة على زيادة كمية الحليب الأمر الذي يؤدي بحسب «البيان» إلى عمل تقرحات شديدة في أضرع الإبل مما يتنج منه اختلاط الحليب بالدم.