يصطحب الأحسائيون أطفالهم إلى ساحة مزاد التمور، لتدريبهم وتعليمهم على طرق بيع التمور وأنواعها وأحجامها وتمييز الجودة بينها، في خطوة كانت تتم في السابق داخل المزارع التي تشتهر بها واحة الأحساء، ضمن إرث تاريخي يتناقله الأبناء عن الآباء، حتى أصبحت خبرة أبناء الأحساء بأنواع التمور مضرب المثل. وضمن هذا التوجه، أقرت إدارة مهرجان الأحساء «للتمور وطن 2014» التي تحتضنه أكبر مظلة مزاد في العالم، تنظيم مزاد البيع والشراء في الفترة المسائية من الخامسة عصراً حتى الثامنة مساء، يومي «الجمعة والسبت» ثم معاودة المزاد إلى الفترة الصباحية في الأيام العادية طوال أيام الأسبوع. وأرجعت الإدارة قرارها إلى إتاحة الفرصة أمام الأسر وأطفالهم للمشاركة في بورصة تداول التمور بشكل مباشر في خطوة هي الأولى من نوعها لربط الجيل الحالي بمنتج التمور الاستراتيجي لهذه الواحة المعطاء، فيما يخلق هذا القرار أجواء وتجربة أسرية جديدة لم يخوضوها من قبل، في حين لا تزال الصفقات القياسية تتواصل بشكل تصاعدي، إذ أكد مؤشر بورصة تداول التمور على منصة البيع والشراء تحت سقف المظلة، الارتفاع التدريجي في قيمة الصفقات المباشرة والتي أعلن فيها الخلاص عن نفسه مجدداً جودته العالية وتمتعه بالمواصفات التي تجذب المستثمر والمستهلك على السواء، إذ حقق مزاد اليوم الرابع «أول من أمس» صفقة بيع وصلت إلى 11300 ريال لمن الخلاص الفاخر من نوع «جامبو»، فيما جاءت الصفقة من مزارع شمال الواحة التي تتمتع بوفرة المياه. وعلى مستوى منصة المزاد عقد مشرف المزاد ولجنة الغش التجاري المتحدث باسم أمانة الأحساء بدر الشهاب اجتماعاً مع 42 دلالاً، لمناقشة المعوقات التي تواجههم بهدف تذليلها، إلى جانب تزويدهم بالتعليمات المستجدة وتوجيههم في هذا الجانب، وأشار الشهاب إلى أن دور الدلالين لا يتوقف عند الوساطة لعقد الصفقات بل لهم دور كبير في مساعدة اللجنة في اكتشاف حالات الغش التي تحدث، وخلال اليومين الماضيين لم تسجل أية حالة، مضيفاً أن الدلالين الموجودين يتميزون بخبرة كبار السن وحيوية الشباب والجميع دون استثناء يقدمون عملاً جيداً، إضافة إلى جهودهم في رصد وتتبع حالات التلاعب في الأسعار والإبلاغ عنها بشكل مباشر، منوهاً إلى أنهم الشريان الموصل بين التجار والمستثمرين من جهة وبين البائع من جهة أخرى ، وفي ذلك وساطة لا يتقنها إلا العاملون في مجال الدلالة بأساليبهم الراقية والمتنوعة في جذب المشترين وتقديم المنتجات على أصواتهم الرنانة التي لا تهدأ من أول دقيقة إلى حين انتهاء المزاد، مقدماً شكره على تفهمهم لأدوارهم التي بلا شك تمثل أهمية كبرى ودوراً فاعلاً في المهرجان.