تلعب الأقمشة دوراً كبيراً في الطلة الأساسية للملابس، ومراعاة الموسم الذي تحاكيه مجموعة أو أخرى. العمل على تقسيم الأزياء وأكسسواراتها إلى مجموعات نابع من ضرورة مجاراة الموضة كل الفترات والمناسبات. في عالم الموضة لم يعد الكلام عن إطلالة الرجل تفصيلاً، فهو ضرورة أساسية من متطلبات العصر التي فرضت نفسها في العمل على الترويج لأهمية الموضة. وفي موسم البرد تطلّ التفاصيل الغنية بالأقمشة والألوان من أجل إضفاء دفء مطلوب على إطلالة رجل مفعم بالأناقة. في هذا الموسم تعود الألوان الداكنة إلى الواجهة. رجل الموسم المقبل يتمسك بالحقيبة الجلدية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من إطلالته، يحافظ على الأكسسوارات الضرورية في هذه الطلة أو تلك. تقدم دور الأزياء العالمية رجل الموسم المقبل على أنه رمز الرجولة التقليدية بلمسات عصرية، من خلال إدخال الألوان أو القصّات المختلفة على أزيائه. «فرساتشي» استلهمت تصاميمها من ثقافات ارتبطت ارتباطاً مباشراً أو غير مباشر بالذكورية، كالعسكر وركّاب الدراجات النارية وزعماء القبائل وغيرهم من رموز السلطة التقليدية، فقدمت سلسلة من الأزياء الشبيهة بالبزات النظامية بألوان جريئة ونقوش متعدّدة، والسترات العسكرية المزخرفة. وقدمت «ديور»، رجلها على أنه «عسكري على مزاجه، كما يوحي اسم المجموعة A Soldier On My Own، بخاصة في كل ما يتعلّق بالأكسسوارات، إذ أطلقت الدار مجموعتها الجديدة من الأكسسوارات الرجالية بعدد من الحقائب المصنوعة من أفخر أنواع الجلد. دار «كارولينا هيريرا» استعادت هذا الموسم حقبة خمسينات القرن العشرين في نيويورك، بطابع عصري وجديد. قصات السترات عند «هيريرا» ضيقة تليق بالرجل النحيف، وكأنها تحفيز غير مباشر للرجل للحفاظ على رشاقته. أمّا ألوان المجموعة، فلا تقل أناقة عن تصاميمها، على رغم تنوّعها. وهذا الموسم لا يمكن إهمال الأكسسوارات عند الرجال، وهو ما يبرز في المجموعات المختلفة، بخاصة عند دار «هيرميس» التي تعتمد على هذه الأكسسوارات من أجل التميز في عالم بات التنافس فيه ضرورياً من أجل استقطاب النصف الثاني من مجتمع الموضة. والتزمت «امبوريو ارماني» بسيد الألوان، فظهر رجلها هذا الموسم بذكورية كاملة. الوقوف أمام مجموعات الملابس لهذا الموسم من دور الأزياء العالمية، يبدو مراعياً ذوق الرجل «الكلاسيكي»، بعد أن واجه موضة مفتوحة الأفق على كل الموديلات والأذواق، ما جعل تقبلها يرتبط بمدى قدرة الرجل على تقبلها. من هنا جاء رجل «ارماني» أنيقاً بكلاسيكية رفيعة. تبدو أزياء الموسم الحالي دعوة مبطنة للرجل إلى الحفاظ على إطلالة باهرة. وكأنها تدعو الرجل إلى الحفاظ على رشاقة معينة، في شكل غير مباشر، تطغى على مجموعة قد يظنها البعض أنها غالباً ما تتغطى تحت السترات الطويلة والمعاطف الكبيرة التي تقي برد الشتاء، إلاّ أن متابعة عالم الموضة بتفاصيله، تؤدي إلى قناعة بأن الأنظار تتجه إلى الرجل كما إلى المرأة في أي تفصيل يرتديه من أجل الحفاظ على حد أدنى من الأناقة، وأكثر من ذلك من أجل الحفاظ على النظرات الشاخصة إليه في كل الأوقات. وعند «جيفينشي» يظهر رجل الموسم عصرياً بقصات وألوان بسيطة تتداخل في بعض الأحيان مع الأسود من أجل إضفاء نفحة مختلفة من إطلالة عصرية، وكأنها ظلال تتلاعب في لقطات تتخللها أضواء دافئة تنساب إلى داخل منزل تعمّه الراحة والإلفة، ليطالعنا رجل في منتهى الأناقة. الجلديات في الموسم الحالي، ضرورية بضرورة المعاطف التي تقي من البرد، وتظهر الحقائب المصنوعة من أفخر أنواع الجلد، عند معظم دور الأزياء، إضافة إلى عدد من المحفظات الجلدية، وحاملات البطاقات، والأحزمة، والأحذية الرسمية والرياضية، والنظارات الشمسية، والقبعات والقفازات. من الوشاح إلى ربطة العنق فالقبعة، أكسسوارات تظهر بقوة هذا الشتاء، من دون ربطها بحرارة الجو، فهي جزء من الطلة المكتملة لرجل خريف – شتاء 2012 – 2013، هو فارس وسيم، سارق الأنظار وخاطف الأنفاس في كل حركة من حركاته.