نظم المؤيديون للحكومة اليمنية تظاهرة ضخمة في صنعاء الجمعة، كذلك تظاهر الحوثيون الذين يعارضونها، في حين أوقعت مواجهات ما لا يقل عن عشرين قتيلاً خلال يومين. وافادت وكالة "فرانس برس" بأن مئات الآلاف من المؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي تظاهروا في صنعاء، مؤكدين معارضتهم لجماعة "انصار الله" التابعة للحوثيين المرابطين منذ اسبوعين على مداخل العاصمة للمطالبة باسقاط الحكومة. وتحدثت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن تظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة صنعاء، أدى خلالها المشاركون صلاة الجمعة، دعماً ل"الاصطفاف الوطني" الذي دعا اليه الرئيس عبد ربه منصور هادي. وعقب التحرك الذي اطلق عليه"إصطفاف من أجل اليمن"، ردد المتظاهرون هتافات تدعم "أمن واستقرار اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري وترفض كل مشاريع التفرقة والفتن والفوضى والتمرد"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". ورفع المشاركون لافتات "تندد بكل الممارسات الخارجة عن الإجماع الوطني والخارجة عن النظام والقانون والمطالبة بتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وتعزيز هيبة الدولة وفرض سلطتها وبسط سيادتها على كل الأراضي اليمنية"، بحسب الوكالة. بدورهم، تظاهر الحوثيون بأعداد أقل، بلغت عشرات الآلاف على الطريق المؤدي الى مطار صنعاء، بحسب وكالة "فرانس برس". ودعا طه المتوكل احد المسؤولين في جماعة "انصار الله" المتظاهرين الى "العصيان المدني"، مشدداً على ضرورة عدم التراخي في ممارسة الضغوط، كما دعا الى التظاهر مجددا يومي الاحد والاثنين. الى ذلك، قتل 22 شخصاً على الأقل في مواجهات بدأت الخميس بين الحوثيين وقبائل موالية على الحدود بين محافطتي الجوف ومأرب شمال شرقي العاصمة، بحسب مصادر قبلية. واليمن غارق في ازمة سياسية منذ بدء عملية الانتقال السياسي اثر تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة في شباط (فبراير) 2012 بعد نحو سنة من الاحتجاجات الشعبية. وكان الرئيس اليمني قرر الثلثاء تأليف حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض أسعار الوقود ضمن مبادرة لحل الأزمة المتفاقمة مع الحوثيين وإبعاد اليمن من حافة الحرب الأهلية، على أن يتم تكليف رئيس للحكومة الجديدة في غضون أسبوع. الا أن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام سارع للتأكيد على أن "انصار الله"، وهو الاسم الرسمي الذي يتخذه الحوثيون، لم يوافقوا على هذه المبادرة التي قال انها تمثل "التفافاً" على المطالب.