بدأت الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية، تطبيق خطة أمنية، تهدف إلى تطويق ساحات التفحيط الشهيرة في المنطقة ومراقبتها، من خلال نشر عدد من دوريات الأمن بالقرب من هذه الساحات، والتنسيق بين الدوريات الأمنية والمرور. وعلمت «الحياة» من مصادر خاصة، أن الجهات الأمنية بدأت في تطبيق هذه الخطة مع بداية إجازة عيد الأضحى المبارك الحالية، وسط توقعات بأن تشهد ساحات التفحيط، وبخاصة منطقة العويرض، على طريق الملك فهد الدولي في الدمام، توافد أعداد كبيرة من الشبان المُفحطين، على غرار الأعوام الماضية. ويأتي التواجد «الكثيف» في وقت شهدت فيه إحدى أهم ساحات التفحيط في المنطقة «العويرض»، حادثة وفاة شاب، في العقد الثالث من العمر، نتيجة إصابته بطلق ناري من قبل أحد المفحطين، ما شكل سابقة «خطرة» في ساحات التفحيط، مع بدء بعض المفحطين استخدام الأسلحة النارية أثناء ممارستهم التفحيط، ما زاد وتيرة المطالبة بتكثيف التواجد الأمني في هذه الأماكن، «لمنع المظاهر العشوائية والفوضوية». ومع بداية الإجازة الحالية، بدأ عدد من المفحطين في البحث عن ساحات جديدة، وبخاصة بعد تشديد الحصار من قبل الجهات الأمنية على أماكن التفحيط المعروفة، وتضييق الخناق على المفحطين. إذ لجأ الكثير منهم إلى البحث عن أماكن جديدة خارج النطاق العمراني، تمثل لهم المكان الأنسب لممارسة هواية التفحيط، إضافة إلى كونها بعيدة عن عيون الجهات الأمنية، التي أحكمت سيطرتها على ساحات التفحيط داخل النطاق العمراني، بفضل التواجد الأمني المُكثف. وكذلك نشر الدوريات السرية، التي ساهمت في شكل كبير في رصد هذه الأماكن، والقبض على المفحطين. ويأتي هذا التحرك من المفحطين، بعد أسابيع على حادثة ساحة «العويرض» الشهيرة، التي قتل فيها شاب، نتيجة إصابته بطلق ناري من قبل أحد المفحطين، والذي يُدعى «جهيمان». وأدت الحادثة إلى تحرك أمني كثيف، من خلال القيام بمراقبة هذه الساحة، وإقامة نقاط تفتيش على مداخلها ومخارجها، نتج عنه تضييق الخناق على المفحطين، والذين بدؤوا في التحرك سريعاً، للبحث عن أماكن أخرى، في عملية «كر وفر» بينهم وبين الأجهزة الأمنية. وساهم وجود عدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في التفحيط على شبكة الإنترنت في عملية البحث وتزويدها لمرتادي هذه الساحات، إذ بدأ عدد من المفحطين والمتابعين لهم، بالبحث عن الأماكن الجديدة في المنطقة، من خلال رصد الأماكن التي تكون بعيدة عن عيون الأجهزة الأمنية، وكذلك تحديد أوقات غير متوقعة لممارسة التفحيط. وأوضح مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني، في تصريح صحافي سابق، أن «وزارة الداخلية بصدد إيجاد استراتيجية لقرارات واضحة حول ممارسة التفحيط، تتضمن عدداً من الأنظمة الحاسمة التي يترتب عليها عقوبات لمنع انتشار هذه الظاهرة»، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية «تقوم بواجبها في جميع المناطق التي يتواجد فيها المفحطون». وأوضح الزهراني، أن «المفحطين قاموا بتغيير أسلوبهم من التواجد في نهاية الأسبوع، إلى أيام وسط الأسبوع، أو آخر الليل. وأصبحوا يمارسون التفحيط في المناطق البعيدة عن التواجد الأمني، أو بعد انسحاب القوات الأمنية من تلك المواقع». وأكد وجود «استراتيجية واضحة، للحد من ظاهرة التفحيط، إذ سيتم منعهم نهائياً، من خلال وضع قوات أمنية في هذه المواقع، لمراقبتها في شكل دائم».