«كيتسين» KETSENE هو اسم الفرقة الموسيقية الدولية التي أسسسها المؤلف والملحن والمخرج الفرنسي يان دي روكفوي الذي يطلق على نفسه لقب Y2R لمجرد أن الاختصارات في الأسماء الفنية تبدو محبذة، وتتمتع بقدرة على جذب الجمهور العريض بفضل طرافتها. وفكرة دي روكفوي جيدة، ذلك أنه يتلقى الكثير من العروض الخاصة بالتأليف الموسيقي، ولكن ليس لحساب مغنين أو مغنيات مثلاً، ولكن من قبل مؤلفين ومخرجين مسرحيين سمعوا ألحان فرقة «كيتسين» عبر الأسطوانات المسجلة لها، وبالتالي يعثرون في أسلوب الملحن وفرقته على ما قد يناسب روح المسرحيات التي يقدمونها. ويعمل دي روكفوي مع زوجته الفنانة الألمانية دوريس شترايبل التي ظهرت كممثلة في أكثر من فيلم سينمائي وتلفزيوني، وأيضاً فوق خشبة الكثير من المسارح الباريسية. وذلك متولية أدوار البطولة في مسرحيات كلاسيكية أحدثها «الأنسة جولي» للمؤلف الراحل أوغست ستريندبرغ. وحكاية الفرقة التي أسسها دي روكفوي طريفة إلى حد ما، ذلك أن الفنان تولى تأليف أغنيات أوبرالية وتلحينها قبل أن يقرر التقليل من نسبة عمله لحساب غيره والتفرغ بهدف إنجاز مشروعات فنية قريبة إلى وجدانه، طالما حلم بتنفيذها على مدار السنوات منذ اقتحامه الميدان الفني. وأول ما فعله دي روكفوي كفنان مستقل هو تأسيس فرقته الشخصية، وراح يفتش عن اسم قد يناسب المجموعة فلم يعثر على أفضل من «كيتسين» الذي هو في الحقيقة عنوانه الشخصي بما أنه يقيم مع عائلته في شارع «كيتسين» (ضفاف نهر السين) قرب باريس مباشرة. ويصر دي روكفوي على أن تتميز الفرقة بطابع دولي لا ينتمي إلى بلد محدد، وهو يقدم الدليل على عنصر الدولية هذا، من طريق تقديم أغنيات مختلفة ومتنوعة جداً من حيث الهوية، وتالياً، الكلمات، التي تتأرجح بين الفرنسية والألمانية، علماً بأن زوجته تغني بهذه اللغة، ولكن أيضاً العربية بما أن الفرقة تستعين بأصوات نسائية عربية منتمية إلى المغرب العربي وأبرزها الفنانة المغربية نجاة المقيمة بين باريس والدار البيضاء، من أجل ترديد كلمات الأغنيات العربية التي يلحنها دي روكفوي ويكتبها أكثر من شاعر عربي مقيم في الغربة، مثلما تضم الفرقة العازف الجزائري الأصل خليفة الراشدي الذي يساهم بدوره في وضع الألحان العربية للفرقة. وفي شأن المسرحيات التي يضع دي روكفوي ألحانها وموسيقاها، هناك العمل الفكاهي الساخر المعروض حالياً في باريس تحت عنوان «هلوسة» والذي يروي حكاية عائلة مكونة من شلة مجانين يتردد إلى زيارتها طبيب نفسي يتضح أنه في حاجة إلى علاج أكثر مما هو قادر على تصحيح الأمور. ويفسر دي روكفوي مثلاً، أن تأليف الموسيقى من أجل هذه المسرحية كان بالنسبة إليه تحدياً، ذلك أن مواقف الجنون التي تتخلل العرض، لا تقبل موسيقى عادية البتة، وهو اضطر إلى حضور التدريبات مع الممثلين من أجل أن يتأثر بما يحدث فوق الخشبة، وبالتالي يبتكر الألحان المناسبة لكل حدث. وطلبت النجمة الفكاهية دومينيك فالكوز من دي روكفوي أن يضع موسيقى استعراضها المقبل، ما يشكل تحدياً من نوع آخر بما أن عالم فالكوز لا علاقة له مطلقاً بالمسرحية الجنونية السابقة. وهذه التحديات يعشقها دي روكفوي ويعتبرها كنوع من التقدم الفني في كل مرة، لأنها تجبره على التفوق على نفسه وعلى مواكبة عمل فني موجود أصلاً، الأمر الذي لا يوجد في حال الاختراعات التي ينجزها أي فنان يؤلف أسطوانة لحسابه. وأما عن توزيع أسطوانات فرقة «كيتسين»، فهنا أيضاً يتميز دي روكفوي بأسلوب وتصرف لا يشبه أي شيء آخر، إذ أنه يؤمن إلى أكبر حد بالتطورات التكنولوجية الحديثة التي تدل على أن الأسطوانة التقليدية قد تختفي في مستقبل متوسط الأجل لمصلحة عملية تسجيل الأغنيات مباشرة من شبكة الإنترنت، وهو استناداً إلى هذا المبدأ، وضع أغنيات كل أسطوانات فرقة «كيتسين» فوق موقع «ماي سبيس» الفني المعروف، إضافة إلى توافرها في شكلها التقليدي لدى المحال المتخصصة.