قال مسؤول في مفوضية الاممالمتحدة للاجئين إن الفلسطينيين المقيمين في سورية «حشروا» في النزاع الدائر في هذا البلد منذ قرابة اربعة اشهر و»نحاول ان نشجع الدول المجاورة على تبني سياسة الباب المفتوح معهم مثلهم مثل السوريين». واكد المفوض الاقليمي للشؤون الانسانية في سورية رضوان نويصر في مؤتمر صحافي في القاهرة ان «نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني عاشوا في سورية لاجيال كانوا حتى فترة قصيرة بمنأى عن النزاع لكن للاسف منذ نهاية حزيران (يونيو) واوائل تموز(يوليو) حشروا في هذه الازمة (السورية)». وتابع: «كيف تم ذلك ومن يقف وراءه لست ادري ... العديدون منهم نزحوا من مجتمعاتهم مثل السوريين ونحاول ان نشجع الدول المجاورة على تبني سياسة الباب المفتوح معهم مثلهم مثل السوريين». واضاف: «نأمل قبل كل شيء ألا يحدث نزوح للفلسطينيين من سورية ولكن املنا اذا صار خروج لاعداد كبيرة منهم ان تتبنى الدول المجاورة سياسة الباب المفتوح معهم». من جهته، قال المنسق الاقليمي لشؤون اللاجئين في سورية بانوس موممتزيس في المؤتمر الصحافي ذاته في القاهرة انه يتوقع ان يتضاعف عدد اللاجئين السوريين في الدول الاربع المجاورة التي ينزحون اليها وهي: تركيا والاردن ولبنان والعراق الى» 710 آلاف لاجئ بحلول نهاية العام الحالي». وقال ان «الاطفال والنساء يشكلون 75 في المئة من اللاجئين» الذين يستمر تدفقهم عبر الحدود الى الدول المجاورة بمعدل الفي شخص يومياً، مكرراً احتياج المفوضية العليا للاجئين الى 487 مليون دولار لتوفير المساعدات الاساسية للاجئين في حين لم تتلق المنظمة الدولية سوى 29 في المئة من هذا المبلغ فقط. واعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الاممالمتحدة (الاونروا) الاسبوع الماضي ان نصف اللاجئين الفلسطينيين في سورية البالغ عددهم 500 الف شخص يحتاجون الى مساعدة. وقال مدير الوكالة فيليبو غراندي: «نقدر ان نحو نصف الفلسطينيين في سورية يحتاجون الى مساعدة اضافية»، اي الى «الغذاء والمال». وقبل اندلاع النزاع في سورية، لم تقدم الوكالة الاممية مساعدات انسانية عاجلة الى اللاجئين الفلسطينيين لانهم كانوا يتمتعون بكل الخدمات الضرورية لحياة لائقة. ولكن الوضع تدهور منذ اذار (مارس) 2011، وخصوصا «في الاشهر الثلاثة او الاربعة الاخيرة» على قول غراندي بسبب اتساع نطاق النزاع في العديد من المدن السورية التي يقيم فيها فلسطينيون وخصوصا دمشق وحلب وادلب واللاذقية وحماة وحمص. لكن المسؤول الاممي لم يحدد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء النزاع في سورية، مذكراً بان ثلاثة موظفين في الاونروا (من اصل 3600 موظف) قتلوا منذ كانون الثاني (يناير) 2012. وتقول الاونروا ان ثلاثة الاف فلسطيني غادروا سورية الى لبنان فيما توجه 700 آخرون الى الاردن. وكرر غراندي ان الوكالة توصي اللاجئين الفلسطينيين في سورية بعدم المشاركة في النزاع. يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة البلغارية انها تعتزم بناء مخيم موقت على الحدود مع تركيا لإيواء اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم. وقال المكتب الاعلامي في الحكومة في بيان ان المخيم سيقام في بلدة هارمنلي الجنوبية الشرقية وسيستوعب نحو الف شخص من السوريين وغير السوريين الفارين من سورية عبر تركيا. الا ان الحكومة قالت ان القرار جاء بسبب «ضرورة اتخاذ اجراءات اضافية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من المواطنين السوريين الساعين للجوء في بلادنا»، مشيراً الى ان المخيمات الحالية امتلات بنسبة 80 الى 90 في المئة. وتستطيع مرافق اللاجئين الدائمة في بلغاريا حاليا استيعاب 780 شخصا من جميع الجنسيات، بحسب احصاءات وكالة اللاجئين. وعززت هذه الدولة البلقانية الصغيرة تواجد الشرطة على طول الحدود مع تركيا لمنع التسلل من جارتها الجنوبية الشرقية التي تؤوي اكثر من 100 الف لاجئ من سورية المضطربة. الا ان بوريس شيشيركوف مسؤول الصحافة المحلية في وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة صرح ل «فرانس برس» انه من المستبعد ان تشهد بلغاريا موجة من اللاجئين، مشيراً الى ان 183 سورياً فقط دخلوا بلغاريا بشكل غير قانوني في الفترة من كانون الثاني وايلول (سبتمبر) من هذا العام. وقال ان عدداً اكبر من العراقيين دخلوا ذلك البلد، الا انه لم يكشف عن عددهم.