أكد ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية احراز الجيش و»الحشد الشعبي»، بدعم الطيران الحربي، تقدماً على جبهة تكريت، بعد السيطرة على المستشفى العام وأحد مداخل القصور الرئاسية. وكشف ان تنظيم «الدولة الإسلامية» نصب أبو عمر الشيشاني «وزيراً للحرب» في محافظة صلاح الدين لمواجهة تقدم القوات الأمنية. وقال المصدر في تصريح الى «الحياة» ان « القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي تساندها المدفعية والطائرات الحربية أحرزت تقدماً مهماً في عملية تحرير تكريت من مسلحي داعش». وكان قائد العمليات في صلاح الدين الفريق الركن علي الفريجي أعلن الاثنين الماضي أن القوات الأمنية بدأت اقتحام تكريت من ثلاثة محاور، وهي جامعة تكريت، ومدخل المستشفى القريب من مبنى المحافظة، ومنطقة الديوم غرب المدينة. وأشار إلى أن «الفرقة الذهبية وصلت إلى مسافة 100 متر بعيداً من المستشفى وأن فريق الهندسة العسكرية يواصل عمله في رفع الألغام والعبوات الناسفة ومعالجة الأجسام المتفجرة». وأكد المصدر ان «الهجوم حقق اهدافاً على محوري المستشفى العام، حيث تمت السيطرة عليه بالكامل. وإنشاء سواتر ترابية على بعد مئتي متر منه لتأمينه، كما حصل تقدم آخر في المحور ذاته حيث تمت السيطرة على المدخل الجنوبي لمجمع القصور الرئاسية التي تعد من أهم مراكز القيادة للدواعش». وعن اهمية هذه الأهداف قال إن «مبنى المستشفى العام الأكثر علواً في المدينة، وهو مكون من 8 طوابق، ويمكن من خلاله السيطرة على عدد كبير من نقاط القنص لدى العدو المنتشرة في القاطع الجنوبي، كما يعتبر من افضل مواقع القنص للسيطرة على تحركات عناصر داعش في قطر يمتد مئات الأمتار حتى مكتب المحافظ، وأيضاً يمكن استغلاله في نشر اسلحة متوسطة لتغطية تقدمنا إلى وسط المدينة». وأشار إلى أن «هناك قطعات من قواتنا تواصل تقدمها من الجهة الجنوبية الشرقية في موازاة نهر دجلة وهي الآن على بعد مئات الأمتار عن قرية البوعجيل التي تعد المعقل الرئيسي لقيادات داعش». ووصف المصدر تكريت بأنها «تحولت الى قنبلة كبيرة، بعدما لغم إرهابيو داعش مداخلها الأربعة وكل الشوارع الرئيسية والفرعية، اضافة الى نشر مجموعات كبيرة من الانتحاريين العرب والأجانب عند المداخل والأحياء على اطراف». وأضاف: «بعدما حققنا هذا الإنجاز خلال الأيام الماضية، ووصلنا الى نقاط قريبة من قواتنا المتمترسة في الجامعة نصب العدو الإرهابي ابوعمر الشيشاني وزيراً للحرب وهو بدوره اتخذ استراتيجية جديدة تتمثل بالهجوم على قواتنا عند تخوم تكريت بدلاً من انتظار اقتحامها ونفذ خلال اليومين الماضيين هجمات باءت بالفشل على قطعاتنا في الجامعة». وعن التطورات في بقية المحاور، اعترف المصدر بوجود «موانع تحد من تقدمنا في المحورين الغربي والجامعة»، وتابع إن «حقول الألغام التي زرعها الدواعش حول الجامعة تحتاج الى وقت لتفكيكها. وقد تمكنا من الوصول الى هناك في ظل استمرار سيطرة العدو على الأحياء السكنية المحيطة بالموقع ونشره مجموعة كبيرة من القناصين لتأخير حركة قواتنا. وعلى رغم ذلك حققنا بعض الإنجازات وطهرنا عدداً من الشوارع القريبة من الجامعة، وهذا الأمر ينطبق على محور الديوم الغربي. إن تحرك قواتنا في هذه الاتجاهات حققت كماشة تحاصر الدواعش من ثلاثة اتجاهات وفي حال تطورت تحركاتنا باتجاه البوعجل سنطبق عليها من كل الجهات». وأكد أن «تحرير تكريت أصبح امراً واقعاً».