دوماً نرى الكثير من الكُتّاب يصرخون ويطالبون بحقوق المرأة، كالسفر بمفردها، وإلغاء وصاية الأب، وحضور الفتيات مباريات كرة القدم! وغيرها من الحقوق المهضومة، من وجهه نظرهم! الكثير من النساء يخرجن في الصحف يومياً، وفي المنتديات، وفي الإعلام المرئي والمكتوب، ويطالبن بحقوقهن الهامشية كقيادة السيارة... إلخ. هؤلاء نسوا أو تناسوا، بمعنى آخر، أهم حق وأخطر حق للمرأة في الحياة، إنه خطر «العنوسة»...! هذه الأزمة التي كثرت أسبابها، فتقديراً لآخر إحصائية في السعودية بلغ عدد العوانس نحو ثلاثة ملايين عانس! إنه رقم خيالي... علماً بأن العدد في ازدياد سنوياً! كلمة العنوسة تُطلق على الرجال والنساء سواسية، ولكنها تمس المرأة أكثر من الرجل! وتُطلق على من بلغت من العمر 35 عاماً فأكثر، ولها آثار نفسية واجتماعية واقتصادية! ناقوس الخطر بدأ يدق! بل ناقوس الخطر قد دق لا محالة! فهناك فتيات يمتن يومياً ألف مرة... وتنسكب دموعهن مليون مرة... وتسقط أوراق عمرهن يوماً بعد يوم وهن يتألمن لذلك... لأنهن محرومات من أهم حق شرعي لهن! فعبارة «إنها عانس» تقتل الفتاة أكثر من السلاح! نعم هذه الكلمة تؤدي إلى الهلاك الروحي قبل الهلاك الجسدي... فالجسد لا فائدة منه إن لم تكن الروح فيه، ولكن لا يحس بألمها أحد! يومياً نرى فتيات جميلات، ولكن نجدهن متآكلات من الداخل! فالروح منهزمة... والأحاسيس ذابلة! لاشك أن الدين الحنيف كفل للمرأة حقوقها الشرعية في الزواج، مثلما كفل للرجل ذلك، ونتبع منهج نبينا «صلى الله عليه وسلم» الذي حثنا بالنساء خيراً... لكن إلى متى وظاهرة العنوسة ترتفع شيئاً فشيئاً في المجتمع السعودي؟! هل ننتظر الانفجار، أم ننتظر السقوط في وكر القضايا الأخلاقية؟ «لا سمح الله»! السؤال: مَنْ المسؤول عن ذلك؟ ومَنْ السبب؟ صحيح أن هناك فئة معينة من الرجال ظالمة، وتحرم المرأة من حقها الشرعي بالزواج من أجل راتبها، أو من أجل مدخولها الشهري، ولكنها نسبة قليلة، «أفراد»، مقارنة بالمجتمع السعودي ككل، فمعظم المجتمع يقدر المرأة، والدليل هو ما تلقاه من تعامل رائع من معظم المجتمع...! هناك سبب آخر، وهو رفض الفتيات للزواج بذريعة تكملة الدراسة... وهناك غلاء المعيشة، وعدم توفر السكن والوظائف! ربما يقول قائل إن زواج الشباب من الأجنبية سبب!... نعم هو سبب، ولكن السؤال هو: «لماذا يتزوج الشاب بغير السعودية ويترك بنت البلد؟»... إنها تكاليف الزواج الباهضة...! البعض يقول إنه النصيب! كيف يكون النصيب سبباً وهم يضعون العراقيل أمام الزواج! وبالأخير يقولون إنه النصيب! بعض الإعلاميين يصورون الرجال كالوحوش، التي لا تملك ذرة من الود والعطف، وهذا انعكس سلباً على تقبل بعض الفتيات لفكرة الزواج! ختاماً: نرجو من الإعلام، ومن الكُتّاب الأعزاء، ومن المسؤولين الجلوس على الطاولة لإيجاد الحلول المناسبة قبل الندم! الجبيل الصناعية [email protected]