استهزأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، بترجيح إيران أن تكون الوكالة مخترَقة من «إرهابيين ومخرّبين»، فيما نفى قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي، تقريراً لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أفاد بخطة أعدّها قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري، لإحداث تسرّب نفطي لوقف صادرات النفط عبر مضيق هرمز الحيوي للاقتصاد العالمي. وقال أمانو: «أحياناً ليس مفيداً رفع شأن تلك المزاعم، من خلال تقديم ردّ رسمي. هذا لا أساس له، ولسنا متورطين بنشاطات مشابهة». وأعلن أن الوكالة ما زالت ترى «نشاطات مكثفة» في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تتهم الوكالة إيران ب «تطهيره»، إذ قد يكون شهِد اختبارات سرية على صنع سلاح نووي. لكنه استدرك: «نحن مستعدون للاجتماع مع (الإيرانيين) في المستقبل القريب جداً، وآمل في أن يكون لدينا اجتماع قريباً». وتطرّق نقدي إلى تقرير «دير شبيغل»، الذي أشار إلى أن الخطة التي تنتظر موافقة مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي لتنفيذها، هدفها «معاقبة» دول الخليج المصدرة للنفط، وإجبار الغرب على طلب مساعدة من إيران لتطهير التسرّب، ما يؤدي حكماً إلى تجميد العقوبات المفروضة عليها. واعتبر نقدي أن «تلك الكلمات تظهر أن الدول الغربية انحدرت ولجأت إلى افتعال أي ادعاءات ضدنا»، مضيفاً: «الخليج جزء من مياه إيران وأراضيها، وتلويثه سيؤثر فيها أيضاً». الى ذلك، كرر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست، انتقاده تشديد الاتحاد الأوروبي عقوباته على بلاده، معتبراً أنها «غير مشروعة ومخالفة للقوانين الدولية وقاعدة حرية التجارة والتبادلات التجارية بين الشعوب». وأضاف أن فرض العقوبات «نجم من سخط الدول الأوروبية من اللحمة الوطنية بين الإيرانيين، ومساندتهم القوية البرنامج النووي السلمي»، معتبراً أن على «الدول الأوروبية الاستعداد لمواجهة التداعيات السلبية لحظرها الأحادي على إيران، إذ سيزيد الضغط على شعوبها التي تعاني ظروفاً (معيشية) سيئة». وشدد على أن «الشعب الإيراني لن يتراجع قيد أنملة عن حقوقه المشروعة، ولن يتأثر بهذه التدابير غير المبررة، ويقف صامداً أمام الغطرسة والضغوط الغربية، لإحقاق حقه في امتلاك برنامج نووي سلمي». في المقابل، أوردت صحيفة «هآرتس» أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي سيزور إسرائيل قريباً، خلال مناورات ضخمة ينفذها الجيشان الأميركي والإسرائيلي وتحاكي قصف الدولة العبرية بصواريخ بعيدة المدى، مشابهة للتي تملكها إيران. وستبدأ المناورات الأحد المقبل وتستمر 4 أسابيع، وسيشارك فيها 3 آلاف جندي أميركي، وصل المئات منهم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي في الأيام الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن المناورة تُنفذ في وقت «انخفض التوتر نسبياً بين إسرائيل وإيران»، معتبرة أن وجود قوات أميركية ضخمة في الدولة العبرية يكبح هجوماً محتملاً قد تشنّه إسرائيل على إيران. وتحاكي المناورات سيناريو نشوب حرب وإطلاق إيران و «حزب الله» اللبناني صواريخ على الدولة العبرية، وسيستخدم خلالها الجيش الإسرائيلي منظومات دفاعية مثل «حيتس-2» و «حيتس– 3» المضادة للصواريخ بعيدة المدى، و «القبة الحديد» المضادة للصواريخ قصيرة المدى، فيما ستستخدم القوات الأميركية منظومة «باتريوت» المضادة للصواريخ. رفسنجاني على صعيد آخر، أسِف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني لأن «أشخاصاً لم يتحملوا أي مسؤولية (خلال الحرب مع العراق) أو خافوا من المشاركة وبقوا على الهامش، يتحدثون ويشككون في إنجازات المقاتلين، ويزعمون أنهم يبحثون عمّن أجبروا الإمام (الخميني) على تجرّع كأس السم (من خلال قبوله الهدنة مع العراق)». وأضاف: «أولئك ليسوا مطلعين على ظروف الدفاع المقدس (الحرب مع العراق)، كما أنهم لا يعرفون الإمام (الخميني) ولا يفهمون الحرب وليسوا محللين متوازنين، إذ يحلّلون مرحلة الدفاع المقدس من وجهة نظر فئوية». ورأى أن «الأوان لم يفت لتعديل المسار وتغيير الإدارة التي ارتكبت أخطاءً»، مضيفاً: «استناداً الى مُثُلنا وأسس مبادئنا، نعتبر أن النظام الصهيوني ليس شرعياً، لكننا لا نرغب في حرب مع أي دولة، ولا نحتاج إلى التورط بحرب». وأشار رفسنجاني إلى أهمية «تأسيس أحزاب قوية والمشاركة الفاعلة» في انتخابات الرئاسة الصيف المقبل، لافتاً إلى «انتشار الكذب والافتراء والخداع عند بعض المدّعين، وهذا مناهض للثقافة الإسلامية ويسبّب آثاراً سلبية على المجتمع». وشدد علي «أهمية ولاية الفقيه، بوصفها المحور الرئيس للنظام».