بات قياديون سابقون في «حركة مجتمع السلم» الجزائرية على وشك إطلاق حزب «إخواني» جديد، سيكون الجسم الثالث الذي ينشطر عن الحركة التي أسسها الراحل محفوظ نحناح. وتحدث قياديون مقربون من مصطفى بلمهدي رفيق الراحل نحناح والذي يُنظر إليه كأحد مرجعيات «الإخوان» في الجزائر، عن استكمال الهيكلة التنظيمية في الولايات ل «حركة البناء الوطني»، ما يلوّح بأزمة جديدة داخل «حركة مجتمع السلم» التي يقودها أبو جرة سلطاني والتي تُعتبر ممثلة لمدرسة «الإخوان المسلمين» في الجزائر. ويشبه وضع «حركة مجتمع السلم» في الفترة الأخيرة حال جبهة التحرير الوطني في فترة الثمانينات لمّا كانت «حزباً وحيداً» في الساحة السياسية لكنها شهدت ميلاد تيارات متصادمة في داخلها، ما جعلها «تفرّخ» عشرات الأحزاب الجديدة بمجرد تطبيق دستور يسمح بالتعددية. ويتجه قياديون ينعتون أنفسهم ب «أصحاب المنهج الأصيل لحركة مجتمع السلم» إلى إطلاق «حركة البناء الوطني» التي يُتوقع أن يقودها مصطفى بلمهدي أقرب القياديين السابقين من مؤسس «حركة مجتمع السلم» الراحل محفوظ نحناح. وإلى جانب بلمهدي، يتردد اسم القيادي السابق عبدالقادر بن قرينة. وقد أصدر أصحاب مشروع الحزب الجديد «نداء» إلى من سمّاهم النداء «تلامذة وأبناء ورفقاء» الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني (اغتيل في التسعينات) للالتحاق «بمشروع جامع تتمازج فيه أواصر الأخوة وثقافة الحب ومن أجل جهد خالص للدين والشعب والوطن». وتضمن النداء الذي وقعه مصطفى بلمهدي نيابة عن هيئة المؤسسين، تأكيد الطابع التربوي والإصلاحي للتنظيم الجاري التأسيس له، وأوضح أن المشروع سيكون بالدرجة الأولى «تربوياً تكوينياً وإصلاحياً للفرد والمجتمع والدولة». ولم يكن مصطفى بلمهدي في دائرة الأضواء منذ وفاة الراحل نحناح عام 2003. وخلال أول أزمة انشقاق عصفت ب «حركة مجتمع السلم»، التزم بلمهدي الحياد في الصراع الذي دار بين أبو جرة سلطاني والدكتور عبدالمجيد مناصرة الذي أسس لاحقاً «جبهة التغيير». والظاهر أن بلمهدي بدأ تحركه بعد الإنشقاق الثاني في «حركة مجتمع السلم» (حمس) عندما خرج منها عمر غول قبل أسابيع ليؤسس «تجمع أمل الجزائر». ويُعتقد أن بلمهدي يربط بعلاقات وطيدة بقادة «الإخوان المسلمين» في مصر، وثمة من يتوقع أن ينضم إليه في حزبه الجديد تيار «جبهة التغيير» بقيادة عبدالمجيد مناصرة. ولم تحقق جبهة مناصرة نتائج كبيرة في الانتخابات التشريعية الماضية. وفي سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس، أن وفداً ليبياً انتقل إلى سفارة الجزائر بطرابلس لتقديم اعتذارات بلاده بعد قيام مجموعة بمحاصرة مقر السفارة الجزائرية مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخبين الجزائري والليبي لكرة القدم قبل أيام. وكان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني عبّر عن أسف السلطات الجزائرية للحادثة، لكنه أكد ثقة الجزائر بأن الاعتداء على سفارتها «لن يؤثر» على مجرى علاقات الأخوة والتعاون التاريخية بين الشعبين الشقيقين.