اعتمدت الحكومة الجزائرية اليوم الإثنين رسميا ثاني حزب ينشق عن حركة مجتمع السلم المعارضة (الإخوان المسلمون) بعد عام من اعتماد أول حزب انشق عنها بقيادة وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة. وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية إنه تم رسميا اعتماد أربعة احزاب سياسية جديدة من بينها تجمع أمل الجزائر المعروف اختصارا باسم (تاج) برئاسة عمر غول وزير الأشغال العمومية الحالي. وكان غول وعدد من أعضاء المكتب الوطني لحركة مجتمع السلم التي يرأسها أبو جرة سلطاني انشقوا قبل شهرين عن الحركة وأسسوا حزب تاج. وانشق هؤلاء بسبب رفضهم قرار الحركة العودة إلى المعارضة بعد مشاركة في الحكومة استمرت 16 عاما. و رفض غول ووزير التجارة الحالي مصطفى بن بادة المنتمي سابقا لحركة مجتمع السلم الإنسحاب من الحكومة بعد قرار مجلس شورى الحركة تبني خيار مقاطعة الحكومة بسبب ما وصفته بتزوير السلطة للإنتخابات البرلمانية التي جرت في 10 مايو/أيار 2012. ويعد هذا الإنشقاق الثاني من نوعه بعد انشقاق مجموعة من قيادات الحركة بزعامة عبد المجيد مناصرة وتأسيسهم لحزب جبهة التغيير المعارضة. ويعيش تنظيم الإخوان المسلمين في الجزائر انشقاقات خطيرة، إذ فضلا عن انشقاق مناصرة وغول يستعد العضو المؤسس لتنظيم الإخوان في الجزائر سعيد مرسي تأسيس حزب ثالث أطلق عليه اسم أنصار (قيد التأسيس) الجزائر. كما أعلن القيادي الآخر في التنظيم مصطفى بلمهدي تأسيس حزب رابع يسمى حركة البناء الوطني. وقد تأخر الإعلان الرسمي عن الحكومة الجزائرية طيلة أربعة أشهر كاملة منذ إعلان نتائج انتخابات 10 مايو الماضي بسبب رفض حركة مجتمع السلم المشاركة في الحكومة حسب رغبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ضم عناصر من التيار الإسلامي مثلما هو معمول به منذ العام 1996. وانتظر بوتفليقة إلى أن أعلن غول ومجموعته انشقاقهم عن الحركة وانضمامهم إلى الحكومة لإعلان الحكومة الجديدة التي صادق البرلمان على برنامجها اليوم الإثنين. ووصف غول حزبه ب"الوطني الجامع" المنفتح على كل مكونات المجتمع الجزائري والذي يعمل على بناء جزائر " موحدة وواعدة" رافضا أن يوصف حزبه بالحزب الإسلامي. وقال في مؤتمر صحافي سابق إن حزبه يعمل على "تعبئة كل القوى الحية الاسلامية والوطنية والديمقراطية من أجل هدف واحد ووحيد، بناء جزائر آمنة ومستقرة ومتطورة وقوية ورائدة".