دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح دول مؤتمر «حوار التعاون الآسيوي»، الذي عقد أمس في الكويت، إلى حشد موارد مالية ببليوني دولار في برنامج يهدف إلى تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية، معلناً في كلمة الافتتاح عن تبرع الكويت ب300 مليون دولار للبرنامج، ومعرباً عن أمله في أن «نتمكن من توفير المبلغ المقترح عبر مساهمات من دول أعضاء في حوار التعاون الآسيوي». واقترح تكليف «إحدى مؤسسات التنمية في آسيا، مثل البنك الآسيوي للتنمية، إدارة الموارد المالية المقترحة والإشراف على استخدامها في تنفيذ المشاريع لصالح الدول الأقل نمواً المستفيدة حصراً من موارد الصندوق الآسيوي للتنمية»، مبدياً استعداد بلاده للانضمام إلى «مجموعة البنك الآسيوي للتنمية» حرصاً منها على مزيد من التعاون مع الدول الآسيوية. وتشارك في «مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي» الذي يستمر يومين 32 دولة آسيوية، بينما أكد وزير التجارة الكويتي أنس الصالح أن المؤتمر «سيساهم في جعل الكويت مركزاً تجارياً ومالياً بالتنسيق مع الدول الآسيوية، وفي تفعيل قنوات التواصل مع الدول الآسيوية وتذليل العقبات وزيادة التواصل التجاري»، في حين أشار وزير النفط هاني حسين إلى أن «الدول الآسيوية تعتبر من الدول المستهلكة للنفط والمنتجات البترولية». وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صرح أول من أمس بأن إيران «ستشارك بفعالية في المؤتمر»، مشيراً إلى أن «القارة الآسيوية تضم معظم الثروات المادية والبشرية ولها دور مهم في الثقافة والحضارة البشرية». وقال الأمير في كلمته الافتتاحية أمس: «تحقيق التعاون الاقتصادي الذي ننشده يحتاج منا خلق الأجواء الملائمة للاستثمار وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه» وتشجيع التجارة البينية «والاهتمام بالبنية التحتية المشتركة، ولا سيما المواصلات والاتصالات، التي من شأنها زيادة حركة تبادل السلع والخدمات». ورأى أن «استثمار إمكانات دولنا على الوجه الأمثل والتعاون لخلق تكامل اقتصادي بيننا سيمكننا من بناء اقتصادات قوية راسخة»، مشيراً إلى صعوبات تواجهها آسيا منها «النمو السكاني المتسارع، إذ وصل عدد السكان إلى نحو 60 في المئة من إجمالي سكان العالم، ما يشكل عبئاً على جهودنا وخططنا التنموية، إلى جانب مشاكل عدة مثل الفقر وتخلف الرعاية الصحية والأمية والحروب والمشاكل البيئية». وتطرق إلى «الأزمة الاقتصادية التي ما زلنا نعاني آثارها والتي لم تستثنِ أياً من دولنا في زيادة أعداد العاطلين من العمل وازدادت معها معدلات الفقر في قارتنا، ما يضاعف مسؤولياتنا ويدعونا إلى التحرك من دون تأخير... ونحن إزاء تداعيات هذه الأزمة مطالبون بالمشاركة في رسم خريطة جديدة للنظام المالي تحقق تطوراً وحداثة وفق أرقى المعايير العالمية». ويشارك في القمة قادة عرب وآسيويون منهم ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ونائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب وزير خارجية السعودية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وممثل سلطان عُمان شهاب بن طارق آل سعيد، ورئيس بنغلادش حمد ظل الرحمن، ورئيس وزراء باكستان راجا برويز، ورئيس سيرلانكا ماهنيدا واجاباكسا، ورئيسة وزراء تايلاند نيفلوك شينباواترا. يذكر أن المنتدى انطلق عام 2001 من تايلاند وعقد 10 اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية آخرها في الكويت العام الماضي برعاية الشيخ صباح، الذي دعا بعدها إلى عقد أول قمة للمنتدى في الكويت.