شاهدت في نومي بعض الكوابيس، وكان جدي يوصيني ألاّ أقص رؤياي على أحد، وأخذت بنصيحته، لكني أردت أن أفرغ هذه الشحنات السلبية على الورق. وكانت الكوابيس على الشكل الآتي: - يتمّ الآن التعامل مع معظم أقطاب المعارضة والثورة كما كان تعامل النظام مع أعوانه من خلال بث الفساد، ولكن هذه المرة الأدوات مختلفة والهدف واحد. - ستؤدي هذه المناوشات إلى زيادة التوتر بين أطراف المعارضة ويلتهي كل معارض بتصفية الحساب مع منافسه وخصمه وينسى النظام وأبو النظام. - ستتكاثر بشكلٍ مضحك المؤسسات والهيئات والتنسيقيات والكتائب، وسنصل أحياناً إلى هيئة عدد أعضائها ثلاثة أشخاص لكلٍّ هدفه المختلف عن الآخر، وضد الآخر. - سيصل عدد مؤسسات الإغاثة إلى نحو 500 مؤسسة مقسمة بين لبنان وتركيا والأردن وأوروبا والخليج، وسيجد القائمون عليها لذّةً في هذا العمل الإنساني الراقي، ثم سنجد حتى النجار والفنان والحداد يعملون في الإغاثة، لأن أرباحها سريعة. عفواً قصدت مساعداتها سريعة وجليلة. - ستساهم هذه المؤسسات بشكلٍ مباشر وغير مباشر في إطالة عمر الثورة، وليس من خلال دعم الداخل بل من خلال دعم كل متواجدٍ في الخارج ليشعر بالراحة ويسحب من تبقى من باقي أفراد أسرته خارجاً، وتبدأ عملية الملل من الثورة بشكل تدريجي. - ستبقى الثورة على حالها حتى سنةٍ أخرى، يومياً قتلى ويومياً اشتباكات من دون أن يتحرك شيء وتكون هذه الفترة ليرى المجتمع الدولي حجم التشدد الموجود في سورية. وستكون فترة كافية ليطفو فيها كل شيء بشكل جلي على السطح. - سيبقى الوضع والحصار على ما هما عليه، كما حدث في العراق، وستظل سورية تحت القصف والحصار، وبذلك يتم قتل الشعب الذي لديه أحلام وآمال وتطلعات نحو المستقبل من خلال يد إسرائيل المتمثلة بقوات النظام، إذ إنّ الأولى لو احتلت سورية حتماً لن تقوم بذلك البطش من خلال قواتها وتزيد حقد العالم تجاهها، فهناك من ينفذ كل مخططاتها وأكثر من ذلك بكثير. - ستظهر خلافاتٌ حادة بين القوات المسلحة المؤيدة للثورة نتيجة التبعية والأجندات والتجاذبات. - سيُمَرّر المزيد من السلاح إلى الداخل وبالقدر الذي يسمحون به ويُمّكنهم من السيطرة عليه. - ستحدثُ مناوشات بين حزب الله والجيش الحر وسيمتدُ الصراعُ ليشمل بعض مناطق لبنان. - بتخطيطٍ مسبق سيتم الاعتداء على بعض الأراضي الإسرائيلية ما يمنح الدولة العبرية الحجة للتقدم إلى الأمام. - ستحدث مسرحية كبيرة وتدخل قوات إيرانية إلى سورية تتصدى لها قوات دولية. - ستسيطر تركيا على الحدود السورية وتبدأ عملية التطهير التي تنشدها. - ستبقى مناطق كثيرة من سورية مناطق نزاع خالية من السكان لسنواتٍ عدة. - سيبقى الفقير والمُعدَم والمجبور والموالي فقط في سورية. - هذه الفترة كافية لإصابة الثوار في الداخل باليأس وبحثهم عن مخرج آمن. - سيصل عدد السوريين في مصر إلى مليوني شخص، نصفهم سيخطط للبقاء، وبعضهم ارتبط وتزوج وبعضهم لايزال يخطط لذلك، وستصبح مصر بمقاهيها هي الوطن البديل. - سيتم دعم جهات الإغاثة هذه حتى يعيش المواطن السوري في منطقة الأمان ويصبح حلم السوري كما الفلسطيني هو العودة إلى حدود 2012. - جزء كبير من المناطق الكردية سيبقى هادئاً وآمناً بما أن هذه المناطق لا تشكل خطراً على أمن إسرائيل وستكون بمثابة هدنة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، على الأقل لعقود مقبلة. - يساهم في هذه المؤامرة على سورية شريحةٌ كبيرة من المعارضة أولاً ثم النظام ثانياً ثم إيران ثالثاً وإسرائيل رابعاً بمساهمة عربية وبرعاية أميركية مباركة. - في عام 2032 ستعود الحياة إلى طبيعتها في سورية وستكون كل عائلة فقدت كل ما بناه الأجداد وستبدأ مرحلة بناء جديدة ويكون شكل نظام الحكم فيها فيديرالياً. وتصبحون على وطن...