قالت مصادر في المعارضة السورية إن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا، زار سورية أمس والتقى العديد من قادة «الجيش السوري الحر». وقال سيدا إن السبب من زيارته هو أن يبحث المعارضون داخل سورية مع المعارضة في الخارج، ما يمكن تقديمه من أجل خدمة الشعب السوري. وجاء في بيان صادر عن «المجلس الوطني السوري» حول الزيارة، أن سيدا والوفد المرافق له ناقشوا مع قيادات «الجيش الحر» الأوضاع الميدانية، وبالأخص في مدينة حمص، وسبل التحرك العاجل لفك الحصار عنها، عبر إشغال قوات النظام عنها، وقطع إمداداته إليها، وفتح ثغرات في الحصار لمرور المدنيين والإغاثة، وتزويد مقاتليها بما يحتاجون من الذخيرة والسلاح والمؤونة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين في «الجيش الحر» من دون الكشف عن هويتهم، أن سيدا زار بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة ادلب، والتقى «رئيسي المجلسين العسكريين في كل من محافظتي ادلب وحلب في الجيش السوري الحر». وتم التطرق خلال الاجتماع إلى سبل تمويل الجيش السوري الحر ودعمه في هذه المناطق، وفق الوكالة. وقال مسؤولون في المعارضة السورية إن سيدا تجول في منطقة قريبة من الحدود مع تركيا. ورافق عدد من أعضاء المجلس الوطني عبد الباسط سيدا خلال زيارته إلى داخل الأراضي السورية، كما كان معه العميد مصطفى الشيخ وهو الأعلى رتبة بين ضباط الجيش السوري الحر. وتعد الزيارة خطوة في سبيل توحيد صفوف المعارضة السورية، قبيل الاجتماع المزمع أن يعقده المجلس الوطني السوري بين 15 و17 من الشهر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة. وأكد عضو المجلس الوطني السوري لؤي الصافي، أن أهم نقطة في الاجتماع ستكون «إعادة الهيكلة والتوسعة، والقصد منها خطوة أخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في إطار أوسع». وكان عبد الباسط سيدا قد تحدث الجمعة الماضية عن «إعادة هيكلة» للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل، وزيادة عدد أعضائه من 300 إلى 600 عضو. وهي الزيارة الأولى للمُعارض السوري إلى داخل الأراضي السورية منذ تسلمه رئاسة المجلس الوطني في يونيو (حزيران) الماضي من سلفه برهان غليون. كما تأتي الزيارة في ظل التطورات الحاصلة ميدانياً، وخاصة تصاعد التوتر بين تركيا وسورية على خلفية سقوط قذائف سورية في قرية تركية حدودية ومقتل خمسة مدنيين أتراك. وقد علق سيدا على هذه التطورات أثناء مؤتمر صحفي في إسطنبول أول من امس بالقول إن نظام الرئيس بشار الأسد يسعى جاهداً لتصدير الأزمة إلى دول الجوار السوري مثل لبنان وتركيا. وأضاف أن هدف ذلك تحويل الثورة السورية من ثورة شعبية للمطالبة بحقوق مشروعة إلى صراع إقليمي.