سعى الرئيس المصري محمد مرسي أمس إلى استمالة الإسلاميين المسلحين الذين يخوضون مواجهة مع الجيش في سيناء، عبر رفض وصفهم بأنهم «أعداء». واعتبر من دون أن يحددهم أنهم «مضللون ليس لديهم من المعلومات ما يكفي». وقال مرسي لدى حضوره ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي تدريباً للجيش الثالث الميداني على عبور قناة السويس أمس، إن «العدو يتربص بمصر... وأنا لا أقصد أحداً من أبناء الشعب بكلمة العدو... عدونا معروف، وفي الوقت نفسه فإننا على أعلى درجات الاستعداد لمنع أي عدوان علينا». وفي إشارة ضمنية إلى «الجهاديين» في سيناء، قال إن بعض المصريين «يسيء من أجل الإثارة أو لتحقيق هدف قصير المدى ولكنه لن ينجح في ذلك... لن نسمح لأحد بالعبث بمقدرات الوطن». ودعا «المُضلَّلين الذين ليس لديهم من المعلومات ما يكفي إلى أن يعلموا أن مصر تحب أبناءها وعليهم أن يعيدوا التفكير حتى لا يساعدوا الأعداء، لأن الفعل الخطأ الخارج على القانون والدستور والخارج على الاتفاق العام لا يفيد، وإنما يضر، وعلينا أن نتكامل ونحدد أهدافنا ولا نضل طريقنا». وأكد أن القوات المسلحة «تتمتع بأعلى درجات الاستعداد للدفاع عن الوطن والأرض والشعب، ولن نسمح لأحد بأن يتعدى علينا أو ينال منا كما أننا لا نتعدى على أحد... لا أحد يتدخل في قرارنا وشؤوننا كما لا نتدخل في شؤون أحد. نريد العدالة معنا ومع غيرنا وما نرضاه لأنفسنا نحبه لغيرنا من الأمم والشعوب». وعبر عن «الاحترام الكامل والتقدير التام لأفراد وقيادات القوات المسلحة السابقين والحاليين»، مؤكداً أن «هذه القوات لا يمكن لرئيس مصر أو شعبها أن ينسوا أبداً أنهم كانوا الرجال الذين حافظوا على أمن ومسيرة الوطن وكانوا عند حسن ظن الشعب وعبروا معه المرحلة الانتقالية بكل إخلاص واقتدار». وأضاف: «ندعم القوات المسلحة ونشعر بالعرفان لها حيث شاركت الوطن في عبوره الثالث نحو التنمية والاستعداد في كل المجالات». وخاطب ضباط الجيش قائلاً: «أنتم في قلوب هذا الشعب، وأنتم أولادنا وإخواننا وأحبابنا، وأنا مسؤول عنكم وعن أسركم». وأعرب عن تطلعه إلى «مصر جديدة قوية مستقرة تنمو وتنتج لأبنائها وأحفادها وينتشر فيها العدل والحرية والإنتاج بعد فتح كل الأبواب مع كل دول العالم»، معرباً عن ثقته في «تمتع مصر وشعبها بمستقبل عظيم». وهذه المرة الثانية خلال أسبوع التي يحاول مرسي فيها الجمع بين اللين والشدة إزاء الإسلاميين المسلحين في سيناء، وسط تقارير صحافية محلية تشير إلى اتصالات مباشرة بينه وبين بعض القريبين منهم في مسعى إلى حضهم على وقف عملياتهم. وكان مسلحون استولوا على مركبة عسكرية أول من أمس في مدينة العريش. وأوقف المسلحون الذين كانوا يستقلون شاحنة صغيرة المركبة العسكرية في عاصمة شمال سيناء وأجبروا ضابطاً وجندياً على النزول منها ثم استولوا عليها ولاذوا بالفرار في دروب الصحراء.