توالت التحذيرات الإسرائيلية لقادة حركة «فتح» مع انعقاد مؤتمرها العام في بيت لحم أمس، وصدرت عن أقطاب الدولة العبرية تهديدات بالاقتصاص من الحركة في حال تبنّت مواقف متشددة. واعتبر وزير الإعلام يولي ادلشتاين الكلمة التي ألقاها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في افتتاح المؤتمر وتصريحات أخرى لقادة الحركة «إعلان حرب» على إسرائيل، وقال إنه «لا ينبغي علينا أن نتجاهل الأصوات التي نسمعها من بيت لحم، ونتظاهر كأننا لا نسمع.. يجب الخروج من دائرة الوهم بأننا بصدد أناس معتدلين يتوقون للسلام. إنهم يقولون بكل وضوح إنهم متمسكون بالكفاح المسلح». وأضاف في حديثه لموقع «يديعوت أحرنوت» معقباً على تأكيد عباس وعدد من قادة الحركة تمسكها بالمقاومة كخيار، إلى جانب خيار السلام: «هل هؤلاء هم المعتدلون الذين يريد العالم أن نجري معهم مفاوضات سلمية؟ ثمة شعور لدي بأننا لسنا معنيين بسماع الأصوات التي تدعو إلى الكفاح المسلح وعودة اللاجئين وإقامة عاصمة لهم في القدس. هدف عباس ورجالاته هو الاتساق مع حماس». وزاد أنه ينبغي على إسرائيل أن تقول للعالم إنه بدل الحديث عن الاستيطان كمن يهدد السلام «فإن الاستيطان الأعنف سيتمثل في إقامة دولة الفلسطينية تدار على يد من يعتبرون معتدلين كهؤلاء الذين نسمع أصواتهم في مؤتمر فتح». من جهته اختار وزير الدفاع ايهود باراك اللغة الديبلوماسية وقال إن إسرائيل لا تتدخل في القضايا الداخلية للفلسطينيين، «وأتحنا لمن استطاع الوصول أن يصل إلى المؤتمر من أجل أن تحظى قرارات المؤتمر بأوسع شرعية ممكنة»، مضيفاً ان القرارات التي ستصدر «ستؤشر إلى مدى نضج الجانب الفلسطيني في شأن مواصلة المفاوضات مع إسرائيل». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن من شأن مؤتمر حركة فتح أن يشكل فرصة لاستئناف مفاوضات السلام «شرط عدم طرح شروط مسبقة». وأضاف ان إسرائيل عملت كل ما بوسعها من أجل تسهيل انعقاد مؤتمر فتح السادس في بيت لحم. وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز استبق انعقاد المؤتمر بتوجيه تحذير إلى قادة حركة فتح من مغبة تشديد مواقفها تجاه اسرائيل «الأمر الذي سيلحق بها أضراراً كبيرة». وقال: «لا أتوقع شيئاً من مؤتمر حركة فتح، إذ أصبح واضحاً ان قادة هذه الحركة سيتنافسون خلال المؤتمر في إطلاق التصريحات المتطرفة، لكن عليهم أن يتذكروا أنهم ملتزمون خريطة الطريق وتسوية النزاع من خلال المفاوضات فقط». وحذر وزير الأمن الداخلي السابق القطب في حزب «كديما» آفي ديختر حركة «فتح» من اتخاذ قرارات «تقود الى اندلاع انتفاضة ثالثة»، وقال لموقع «يديعوت أحرونوت»، إن من شأن «تصريحات وبيانات أعضاء فتح بأن المعركة ستستمر بكل الوسائل اللازمة أن تعيدنا سنوات الى الوراء وأن تمهد الطريق إلى ما يمكن أن يشعل انتفاضة ثالثة».