خسائر فادحة تكبدتها شركات الإنتاج الغنائي بسبب قرصنة الألبومات التي صدرت أخيراً، وقاربت قيمة الخسائر ال15 مليون جنيه مصري (نحو 2,5 مليون دولار). وفي ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة في مصر، هل تعتبر صناعة الغناء في مهب الريح؟ وفي المقابل، ألم تتح التكنولوجيا ذاتها، التي تنال من أرباح الألبومات إلكترونياً، منابع جديدة للأرباح مثل رنّات الهواتف الخليوية والصور والتطبيقات للكومبيوتر؟ وماذا عن الجانب الترويجي للانتشار المقرصن، على الأقل بالنسبة إلى المغني إذا تفهمنا خسارة المنتج؟ في استفتاء سريع لآراء الفنانين في الموضوع، أكدت المطربة غادة رجب أن ظاهرة القرصنة كانت السبب الرئيسي في تراجع الإنتاج الموسيقي خلال السنوات الماضية، داعية إلى التصدي للظاهرة بشتى الطرق القانونية، «وللإعلام دور مهم في توعية الجمهور لأن شركات الإنتاج لن تستطيع مواجهة القراصنة وحدها، وليس منطقياً أن تنفق الشركات أموالاً طائلة في اختيار الأغاني وتسجيلها، ثم تسرق في ثوان معدودة وتطرح مجاناً على الإنترنت». أما أصالة فطالبت محبيها بدعم ألبومها الجديد «شخصية عنيدة»، بشراء النسخة الأصلية، بعد تسريب أغانى الألبوم على الإنترنت، وكتبت على صفحتها الرسمية في «فايسبوك»: «هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي ذلك، لا أعرف من المسؤول عن هذا التسريب، لكن ذلك جعلني ألمس الكثير من ردود الفعل الإيجابية، ما يثبت أن الجمهور قادر على دعم المطرب ضد القرصنة بشراء الألبوم الأصلي». ودعا المنتج محسن جابر إلى تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية وحفظ حقوق المطرب والشركة المنتجة، خصوصاً أن صناعة الكاسيت في مصر والعالم العربي في تراجع، شارحاً أن الأزمة الراهنة جعلته يعدّل سياسته الإنتاجية وأشكال تعاونه مع المطربين، مثل خفض الأجور بالنسبة إلى البعض أو التركيز على توزيع ألبومات تنتج على نفقة أصحابها. الفنان هشام عباس اعتبر أن المطرب لا يستطيع الاستمرار في إنتاج ألبوماته بالطريقة ذاتها، لأن المقاييس اختلفت، «فما عادت الألبومات تحقق مبيعات نظراً إلى تسريبها على الإنترنت، وأصبحت مكاسب الألبومات من أشياء أخرى، كرنّات الهواتف والإعلانات وغيرها، أنا كمطرب لا أفهم في هذه الأمور وأفضل التركيز على الغناء». إلا أن المطربة المغربية جنات ترى أنه لا بد من تشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية التي تتيح تحميل الألبومات، خصوصاً أنه لم يعد في إمكان الكثير من المطربين إنفاق مبالغ طائلة في إنتاج ألبومات يعرفون مسبقاً أنها ستتعرض للقرصنة، و «سيكون من يملك المال هو فقط صاحب القدرة علي الإنتاج لنفسه بغض النظر عن موهبته». أما الموسيقار محمد ضياء فيقول إن «ظاهرة القرصنة لا تؤثر سلباً في شركات الإنتاج والمطربين فحسب، بل أيضاً في عمل الشعراء والملحنين والموزعين... كما أن المواهب الشابة لا تجد فرصاً حقيقية للظهور لأن شركات الإنتاج ترفض تبني الجدد لأن النجوم بالكاد يحققون الأرباح، فأصبح ظهور المواهب مقصوراً على برامج المسابقات، وهناك مطربون كبار غير قادرين على الإنتاج لأنفسهم، ومع مرور الوقت قد يختفون من خريطة الغناء».